على كل شعره، ولم نعرف ما إذا نظم في الثورة أم لا (١).
[أحمد سحنون]
شاعر وواعظ وكاتب، شعره ديني وإصلاحي ووطني، وجدته الثورة في كهولته، فكان يكتب النثر أكثر من الشعر، وله ديوان يحتوي على نماذج من القصائد الجميلة، وقد علمنا أنه ألقى قصيدة في حفل تكريم صديقه أحمد توفيق المدني، يونيو ١٩٥٥، ولكنها تعتبر قصيدة إخوانية تعبر عن الوفاء والتقدير لا السياسة، دخل سحنون السجن مثله مثل العديد من أعضاء جمعية العلماء، وكان قبل ذلك يعمل في جريدة البصائر ضمن هيئة تحريرها، وكان يراجع فيها مادة الشعر ويحرر باب الوعظ والإرشاد، وقد جمعتني به بعض المناسبات خلال السنة التي قضيتها في العاصمة (١٩٥٤ - ١٩٥٥)، إحداها حين زرتهم في مقر جريدة البصائر في باب الوادي وصحح لي بيتا في قصيدة (أطياف) التي نشرتها لي الجريدة، كما التقيت به عدة مرات بعد الاستقلال أثناء قيادته لرابطة الدعوة الإسلامية.
ولد أحمد سحنون في ليشانة (ولاية بسكرة) سنة ١٩٠٧، ودرس على والده وعلى الشيخ محمد خير الدين، وقد اتصل بابن باديس ولكن يبدو أنه لم يتتلمذ عليه، ولا نعرف أنه درس في جامع الزيتونة، فثقافته ثقافة رجل عصامي، حل بالعاصمة سنة ١٩٣٦ وأصبح مديرا لمدرسة التهذيب في حي بولوغين (سانت أوجين سابقا)، ونشر شعره في صحف الجمعية، اعتقل أيام الثورة وعانى من القمع ثلاث سنوات (من ٥٦ إلى ٥٩)، وكتب الشعر في السجن، وقد مثل (حصاد السجن) جزءا هاما من ديوانه الذي صدر سنة ١٩٧٧، وفي سنة ١٩٨١، صدر له (دراسات وتوجيهات إسلامية)، وبعد الاستقلال رجع إلى الكتابة والحديث في الوعظ والإرشاد، وتور الإمامة بالجامع الكبير، وكان
(١) محمد ناصر، الشعر الجزائري، مرجع سابق، ص ٦٦٧، وجريدة الشعب، ٦ أكتوبر ١٩٨٠، وجريدة النصر، ١٩ أكتوبر ١٩٨٠، وفي المرجع الأخير مقالة لنذير مصمودي عنه بعنوان (ديوان شعر ومأساة شاعر).