للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

الثقافة في نصوص الثورة

قضايا الهوية عالجتها وثائق الحركة الوطنية بإسهاب في مختلف مراحلها، ومن العبث أن نكررها هنا، فمن عهد الأمير عبد القادر إلى عهد الأحزاب السياسية تحدث الجزائريون عن تراثهم ومكوناتهم الفكرية واللغوية والدينية كعناصر وحدة منصهرة في التاريخ لا انفصام لها، وكان ذلك واضحا في كل عمل جماعي قاموا به، بما في ذلك نخبة المدن في القرن التاسع عشر إلى برنامج النجم وحزب الشعب والمؤتمر الإسلامي وجمعية العلماء وأحباب البيان والحرية وحزب البيان ... إلى المؤتمر الثاني لحزب الشعب الذي انعقد عشية الثورة (١٩٥٣) والذي نص على أن ثقافة الجزائر ثقافة وطنية مرتبطة بالثقافة العربية الإسلامية وأن التربية الوطنية في الجمهورية الجزائرية ستكون مرتبطة بالثقافة العربية الإسلامية، ومن ثمة فإنه من المؤكد أن بيان أول نوفمبر كانت له مرجعية واضحة لو أراد محرروه العودة إليها واستلهامها، ولكن هل فعلوا؟

يقر مصطفى الأشرف الذي قام ببحوث مكثفة في تاريخ الجزائر أثناء الثورة بأن الحركة الوطنية (القومية) لم تتمخض على مذهب عقائدي يؤسس للمستقبل، لأن مهمتها قد انحصرت منذ نشأتها في تحرير التراب الوطني، ولا يجوز أن نطالبها بشيء آخر، فهل هذا الحكم ينسجم مع ما أشرنا إليه من تحديد الحركة الوطنية لمعالم عقيدتها منذ عهد الأمير عبد القادر؟ لعل الأشرف يريد بالعقيدة هنا الايديولوجية الاشتراكية التي أسس لها برنامج طرابلس الذي كان

<<  <  ج: ص:  >  >>