الشريف لابن حجر الذي ابتدأه سنة ١٩٣١، وانتهى منه سنة ١٩٤٥ - وقد احتفل بختمه للقرآن الكريم احتفالا رسميا، وأدركته الوفاة ١٤ يناير ١٩٨١.
وللشيخ بيوض جولات مع الاستعمار تحدث عنها بالتفصيل محمد ناصر. ومما يذكر أن الشيخ كان أحد أعضاء الهيئة التنفيذية التي تولت تسيير شؤون الجزائر بين إعلان وقف إطلاق النار وإعلان الاستقلال، متوليا فيها الشؤون الثقافية والتعليمية، وربما يكون الشيخ بيوض هو الوحيد بين علماء الجزائر الذي استطاع أن يواصل تفسير القرآن وقت الثورة، وربما يذكرنا نضاله في إتمام تفسيره نضال سلفه محمد بن يوسف أطفيش (القطب) قبله بأقل من قرن (١).
[في طريق الهجرة]
عرفنا أن مالك وارى أديب وصحفي من أدباء فترة الخمسينات، وله إنتاج شعري وقصصي، فقد كان من المساهمين المواظبين في مجلة هنا الجزائر، قام ومرافقه محرر القسم العربي بالإذاعة بزيارة لعدد من المدن الفرنسية واللقاء مع المغتربين الجزائريين، وبعد شهرين كتبا تحقيقا أذيع في الإذاعة الفرنسية بالجزائر، ثم قرر مالك واري نشر التحقيق في كتاب بعنوان (في مسالك الهجرة) تعميما للفائدة وإطلاع من يهمه شأن هجرة الجزائريين إلى فرنسا، في الكتاب حديث عن الحالة النفسية للمغتربين وعن آمالهم ونجاح بعضهم وخيبة آمال الآخرين منهم، وذكاء البعض وسذاجة الباقي، وهو كتاب يذكرنا بأكباش إدريس الشرايبي وغيره من أدباء شمال إفريقيا الذين تناولوا قضية وربما مأساة المهاجرين، وللتحقيق قيمة أدبية أيضا فهو غير مكتوب بأسلوب صحفي فقط بل فيه لمسات شعرية وفلسفية وإنسانية، وكان صاحبه دقيقا في تعبيره، حسب الناقد مولود الطياب. ولا غرو في ذلك فمالك واري من مثقفي مرحلته، تلقى تعليمه الأبتدائي
(١) محمد ناصر، الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض مصلحا وزعيما، مكتبة الريام، الجزائر، ١٤٢٦ هجرية.