للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ١٩٥٥ فقد كان العلماء يملكون ١٨١ مدرسة منها ٥٨ مدرسة ذات تعليم راق ولكن عدد التلاميذ انخفض إلى ١١٠٠٠ تلميذ، وكان برنامج التعليم عند العلماء يكاد ينحصر في مواد اللغة العربية والدينية، بينما أهملت تقريبا المواد العلمية، ومن فضل هذا التعليم أنه يكون شبابا طليق اللسان والقلم في اللغة العربية واستعمال ما سماه آجرون باللغة العربية الحديثة (١).

عرج الشيخ الإبراهيمي على فرنسا في طريقه إلى المشرق سنة ١٩٥٢، وبالإضافة إلى ما أعلن عن اتصالاته بالقادة العرب وحضور نشاط ثقافي كانت تقوم به منظمة اليونسكو فإن تفقد أنشطة الجمعية في باريس كان على رأس أولوياته، وربما كان العلاج من بينها أيضا، كان الإبراهيمي قد أشار في خطبته في سينما دنيا زاد في نوفمبر سنة ١٩٥١ إلى أن نشاط الجمعية في فرنسا ليس على ما يرام، ذلك أن أكثر من مائة ألف مسلم كانوا يعيشون بدون إسلام ولا عروبة، ولم يسافر الإبراهيمي إلى فرنسا وحده بل صحبه إليها نائبه أيضا فوجدا استعدادا من الجالية، وقد مهدا الطريق لشراء مركز للجمعية في باريس ولكننا لا نعرف عن دوره الكثير (٢).

[الحالة الاجتماعية]

جاء في دراسة عن مستوى الحياة في الجزائر سنة ١٩٥٤ أن عدد سكان القطر وصل إلى تسعة ملايين و ٥٢٨ ساكنا، منهم مليون و ٤٢، ٠٠٠ أروبي، ويمثل السكان الأوروبيون ١٠ في المائة من مجموع السكان، وأن نمو هؤلاء يتماثل مع نمو سكان فرنسا نفسها، أما هجرة الجزائريين فالتقارير الرسمية تشير إلى أن في فرنسا حاليا ٣٠٠، ٠٠٠ جزائري نصفهم من القبائل، كما لاحظ التقرير أن مليونا ونصفا من السكان يعيشون في الجزائر من النقود التي يرسلها العمال من فرنسا، وأن خمسة وثلاثين مليارا من الفرنكات أرسلت من فرنسا


(١) آجرون، نفس المرجع، ص ٥٨٢.
(٢) أنظر سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>