للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصدقاء، أما المقالات الأدبية فهي قليلة فيها، من ذلك مقالة لابن تومرت (مفدي زكرياء؟) الذي اعتادت الجريدة أن تنشر له قصائده الثورية، والمقالة أرسلها، كما جاء في الجريدة، من سجن سركاجي (بربروس) وهي عن السجن نفسه ومن فيه من السجناء والحكم عليهم بالإعدام وردود الفعل الشجاعة من هؤلاء، وعلى تنفيذ الإعدام الساعة الثالثة صباحا وتهليل وتكبير السجناء الآخرين الذين يشاركون زملاءهم حتى بالزغاريد وهم يقادون إلى المقصلة، وجوابهم عندما يطلب منهم الجلادون التعلق بأي شيء في آخر لحظة، فكانوا يكبرون الله ويهتفوف بحياة الجزائر ثم ينشد الجمع نشيد: اعصفي يا رياح! وعنوان مقالة ابن تمورت (كيف نتحدى الموت أمام المقصلة).

ولا شك أن هذه شهادة حية على ما حدث على أيدي الجلادين لعدد من السجناء الشهداء، وقد تخلل المقالة (نشيد الشهيد) الذي يختم بقفلة: - لا نمل الكفاح، لا نمل الجهاد، في سبيل الله -، وهي مقالة أدبية حماسية وطويلة تعبر عن الظروف الحاسمة للثورة وعن تجربة حية، لأن صاحبها يذكر تفاصيل ما كان يحدث وما عاشه فعلا، بما في ذلك ذكر أسماء الحراس وأرقام بعض الزنزانات (١).

[بعض كتاب المقالة]

وهناك جيل من الكتاب وجدوا في الصحف والدوريات التونسية مجالا واسعا للكتابة عن المقاومة والثورة، بعض مقالاتهم كانت إنشائية أدبية، وبعضها تتناول شخصية أو حادثة ... وكان أصحاب المقالات يربطون بين كفاح الجزائر وكفاح المغرب العربي وكفاح فلسطين والأمة العربية، وقد يلتفتون إلى الموضوعات التاريخية والنقدية والتعريفية.

والصحف والدوريات التونسية المقصودة هي: الصباح، والعمل والفكر


(١) المجاهد، ١٥ أغسطس ١٩٥٩ وربما كتبت المقالة بعد خروج ابن تومرت من السجن لأنه قد خرج منه في شهر مارس وتوجه إلى المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>