للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع ذلك كان قليلا جدا، رغم تنقل العلماء والمثقفين شرقا وغربا وشمالا وحتى جنوبا. فالجزائريون قصدوا المشرق وفرنسا والمغرب الأقصى وأفريقية. ومع ذلك فإن رحلاتهم المسجلة في جملتها قليلة وصغيرة الحجم.

ويضاف إلى ذلك المذكرات والتقاييد. وتعتبر المذكرات أو السيرة الذاتية نوعا جديدا في هذا الباب، وقد ألف عدد قليل من السياسيين والعلماء والأعيان عن حياتهم الخاصة وعبروا عن آرائهم في شؤون الحياة والناس. وكدنا نعتبر كتاب المرآة لحمدان خوجة من أوائل كتب المذكرات. أما التقاييد فليست فنا جديدا، ولكننا اعتبرناها من ضمن التواريخ الذاتية، إذا صح التعبير.

[مفهوم التاريخ وتعريفاته]

يبدو أن مفهوم التاريخ لم يتطور كثيرا خلال الاحتلال، وإذا كان هناك من تطور فقد بدأ مع نهاية الحرب العالمية الأولى ومع الوعي الوطني والسياسي والبحث عن ماضي الجزائر، تعبيرا عن رفض الاندماج وتغييب الذاكرة الجماعية، وهو التغييب الذي فرضه الفرنسيون عن طريق تعليم تاريخهم فقط وقطع الصلة بين الجزائريين وتاريخهم. وإلى عهد السبعينات من القرن الماضي كان أبو حامد المشرفي يعرف التاريخ بأنه علم الجغرافية (١). وكانت التواريخ عندهم تبدأ عادة من حياة آدم. ولعل أول كتاب تناول الجزائر في ماضيها وفي علاقتها بالمغرب العربي القديم ثم مرورا بمختلف العصور الإسلامية إلى الاحتلال، هو محمد ابن الأعرج السليماني صاحب (زبدة التاريخ وزهرة الشماريخ) في آخر القرن الماضي، ثم جاء


(١) يقول المشرفي في كتابه (ذخيرة الأواخر والأول) وهو يتحدث عما كانت تقدمه مدرسة تلمسان العربية الفرنسية سنة ١٨٧٧ إنهم (يدرسون الجغرافية، أعني علم التاريخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>