للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإعلامي الأوروبي (١)، وأمام الضعف والانقسام العربي والتخلف العلمي وقلة الوعي بالمستقبل عند المسلمين. وماذا يجدي تسجيل المواقف والكتابات والآراء والحال في هذه السنة (١٩٩٤) يكاد يكون هو الحال سنة ١٩١٤ عند العرب وعند المسلمين على السواء. وقد وقعوا جميعا (في مخالف اليهود) كما تنبأ عمر راسم؟.

[الماسونية]

قد يبدو غريبا عليك أن تعرف أن بعض الجزائريين دخلوا الماسونية قبل الاحتلال الفرنسي وأن البعض قد ادعى أن هناك (ماسونية عربية) في الجزائر قبل الاحتلال أيضا. ولكن دعنا قبل كل شيء نتحدث عن مبادئ الماسونية، وعن محفل الشرق الفرنسي الذي كان له دور في نشر الماسونية في الجزائر.

والواقع أن الماسونية كانت لها محافلها في عواصم أوروبا، مثل لندن ودبلن وروما وباريس. وكانت محافلها (ورشاتها) سرية. وبالنسبة لفرنسا فقد قيل إن نابليون الأول لم يلغ الورشات أو يحل المحافل الماسونية، ولكنه جعل عليها رقابة مشددة. وكان يهدف إلى الاستفادة منها في مشاريعه في التوسع والهيمنة ومراقبة نشاط الكنيسة الكاثوليكية. ومن أعظم المحافل الأوروبية (محفل الشرق) الذي نشط في مصر والجزائر. وكان شعاره هو شعار الثورة الفرنسية. وهو الحرية والأخوة والمساواة، مع تمجيد المسيحية والتقدم والتسامح. وقد نص البند الأول من قانونه الأساسي على أن الماسونية مؤسسة خيرية وفلسفية وتقدمية، تقوم على وجود الله وخلود الروح، وتعمل على ممارسة العمل الخيري ودراسة الأخلاق والعلوم


(١) سيما بعد صدور التصريح الفرنسي (كامبون وبيشون)، والتصريح الإنكليزي (وعد بلفور) بدعم مطالب الحركة الصهيونية، ومنها إقامة وطن قومي لليهود. انظر مقالنا التصريحات الفرنسية المؤيدة للصهاينة سنة ١٩١٧. أرسلناه للنشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>