إنها احتجبت قبل ذلك مدة شهرين لأسباب مادية، وتأسفت أن للأوروبيين أكثر من عشر صحف يومية وعددهم حوالي مليون بينما الجزائريون ليس لهم صحيفة يومية وعددهم حوالي عشرة ملايين، أما الصحف الأسبوعية - مثل النار - فمهددة بالموت في كل شهر.
أما الصحيفة الأخرى التي دعمت اتجاه حزب الشعب فهي جريدة المغرب العربي التي أدارها الشيخ محمد العيد الزاهري، وهو أديب واسع الاطلاع تقلب بين عدة تيارات دينية وسياسية، أصدر الجريدة سنة ١٩٤٨، وكانت جريدة أسبوعية ومساندة لحركة الانتصار، ثم اختفت فترة، وعادت إلى الظهور بالعاصمة في ١٧ مارس، ١٩٥٦ ودامت حوالي شهرين، ثم توقفت بعد اغتيال صاحبها في ظروف غامضة (١).
[صحافة الحزب الشيوعي وحزب البيان]
وكان للحزب الشيوعي جريدة (الجزائر الجمهورية) التي كان لها تأثير بارز على النخبة اليسارية عموما، وكان كتابها من المثقفين المسلمين (الأهالي) والمثقفين الفرنسيين، وقد كتب فيها في بداية حياتهم كل من محمد ديب وكاتب ياسين وألبير كامو ... ومن كتابها الجزائريين أيضا الصادق هجرس، والبشير حاج علي، وعبد الحميد بن زين، وكانت صحيفة (الجزائر الجمهورية) أسبوعية ثم يومية، وقد أوقفتها السلطات الفرنسية سنة ١٩٥٧، كما أصدر الحزب نفسه جريد باسم (الحرية).
وكان لحزب البيان الديموقراطي جريدة (الجمهورية الجزائرية) التي كانت تصدر بالفرنسية، ثم جريدة (الوطن) التي قد تكون باللغة العربية، ولكن لم يصدر منها سوى أعداد قليلة، ومن بين كتاب جريدة الحزب فرحات عباس ونخبة مؤمنة بمبادى الحزب في الحرية والمساواة والاستقلال الذاتي للجزائر في
(١) صالح خرفي، محمد السعيد الزاهري، سلسلة شعراء من الجزائر.