للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣) أما في فرنسا فهناك حوالي ٤٠٠ حالة زواج مختلط و ٥٠٠٠ معاشرة حرة (خليلات) بين المسلمين والفرنسيات.

وبناء على صاحب الإحصاء فإن من بين (عراقيل) الزواج المختلط وجود التعصب الديني، ويسميه الكاتب العنصرية الدينية. كما أبدى ملاحظة أخرى وهي أن أطفال الزواج المختلط يتمتعون بذكاء أكبر وبصحة أجود من غيرهم (١).

هناك علاقة وطيدة بين التجنس والمدرسة الفرنسية، وبين الزواج المختلط والتجنس، وبين هذه جميعا والاندماج، ونعني بذلك الاندماج كما أصبح معروفا عند الفئة المعروفة بالنخبة. أما الاندماج الذي سعى إليه الكولون فقد فازوا به كما ذكرنا، وهو الذي جعل (الجزائر الفرنسية) تعيش عندهم إلى سنة ١٩٦٢.

[الجزائر في الكتابات الفرنسية]

الفرنسيون لم يكتشفوا الجزائر سنة ١٨٣٠، فقد كتبوا عنها قبل ذلك في عدة مناسبات. وكانت بينها وبينهم معاهدات، وتبادل أسرى، وجوسسة، وتقارير قناصل، ورحلات. ولكن معظمها كانت علاقات من جانب واحد. فالفرنسيون هم الذين كانوا يكتبون (عدا المعاهدات)، أما الجزائريون فلا يكادون يتركون أثرا لأسراهم ولا لرحلاتهم، وليس لهم قناصل في فرنسا، وقلما تطلق فرنسا أسراهم ليقصوا ما حدث لهم. فالكتابات الجزائرية عن فرنسا تكاد تكون معدومة قبل ١٨٣٠ بينما كتابات الفرنسيين عن الجزائر متوفرة. وهي كتابات تمثل عنها صورة غامضة ومشوهة، فهي مستوحاة من معاداة الغرب للشرق والتعصب الديني والتفوق المادي.

ومنذ الحملة انفسح المجال أمام الكتاب والفنانين والمؤرخين


(١) الدكتور مارشان في (مدخل إلى الجزائر)، ص ١٦٤. وذكر آجرون (الجزائريون ..) ١/ ١٨٣ هامش ٦، أنه لا يوجد رسميا سوى ٤٨ حالة عقدتها الكنيسة في الزواج المختلط بين ١٨٣٠ - ١٨٧٠، ولكنه لم يوضح أي نوع من الزواج.

<<  <  ج: ص:  >  >>