الشعر الإصلاحي - الإسلامي. ولا نريد الآن أن نعالج ذلك لوفرة الدراسات فيه.
[شعر المدح]
شعر المدح كثير نسبيا، وهو يشمل مدح الأعيان والمشاريع والأفكار والمؤلفات وغيرها، والشعراء خاضوا في كل ذلك تقريبا. وقد كدنا نعتبر جانبا من الشعر السياسي في الفرنسيين مدحا أيضا، مثل مدح نابليون الثالث، ومدح جونار، لولا أننا رأيناه شعرا متسيسا إلى حد كبير، بينما شعر المدح قائم في الأساس على الإعجاب والاحترام. وسندخل في شعر المدح أيضا تقاريظ الكتب ونحوها والإشادة بأصحاب الجرائد والمواقف. وقد ذكرنا جانبا من ذلك في حديثنا عن قصيدة حسن بن بريهمات في خير الدين التونسي وكتابه وربطنا ذلك بتطور العالم الإسلامي والحضارة الغربية. وشعر الرثاء مدح أيضا، لأن الشاعر الراثي إنما يسجل أسفه على الفقيد ويعدد محامده كما لو كان حيا. وقد فضلنا الفصل بين الفقرتين، مع ذلك. والهجاء من المدح أيضا، وسنشير إلى بعض الشعر الذي استعمل للهجاء والمناسبة، إذا لزم الأمر.
ويمكن تقسيم شعر المدح، كما فعلنا مع بعض أنواع الشعر الأخرى، إلى مرحلتين: من الاحتلال إلى حوالي ١٩١٤، ومن هذا التاريخ إلى عشية الثورة. وقد ارتبطت كثرة الأمداح وقلتها بتطور حركة الشعر نفسه، كما سبقت الإشارة. ولكن قصائد المدح، كانت تظهر من وقت لآخر، سيما في عهد الأمير، وفي علاقات شعراء الجزائر بأعلام الشرق، وولائهم لرجال التصوف والمناقب، أما في المرحلة الأخيرة فقد كثر المادحون والممدوحون لتطور حركة التعليم وظهور الشعر المتأثر بالنهضة في الأسلوب والروح، وكان للحركة الإصلاحية رجالها من الشعراء والزعماء. والملاحظ أن القيادات السياسية لم تستطع أن تستدر عطف الشعراء، فباستثناء الأمير خالد