للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا نجد الشعراء قالوا في زعماء الأحزاب شعراء، مثل مصالي الحاج وفرحات عباس والدكتور ابن جلول. بينما حظي ابن باديس والإبراهيمي بقسط كبير من ذلك.

ولعل كثرة التقاريظ للكتب تدل على أن الشعر لم يجد الزعماء والأعيان ليمدحهم. فاكتفى بمدح آثار بعض الكتاب. والتقريظ في الواقع مدح للكتاب وليس للمؤلف، وللأفكار لا للأشخاص. ولكن المؤلف يأخذ نصيبه القليل من ذلك، رغم أنه ليس زعيما ولا سياسيا.

وسيضم شعر المدح ما قيل في الجزائريين وفي غيرهم. وما نظمه المقيمون والمهاجرون منهم. وقد حظي الأمير عبد القادر بأمداح ذكر منها ابنه في الجزء الثاني من (تحفة الزائر) مجموعة، ولكن يلاحظ أنها في أغلبها من غير الجزائريين (١). أما هؤلاء فنعرف أن ابن عمه الطيب بن المختار، كان يقول فيه الشعر، وله فيه أكثر من قصيدة. وكان الطيب بن المختار قد عاش مع الأمير في المشرق ثم رجع إلى الجزائر وتولى فيها وظيفة القضاء. وقد اجتمع بالأمير مرة أخرى حين توجه إلى مرسيليا لمقابلته أثناء إحدى زيارات الأمير لفرنسا. ومن قصائده فيه:

بالله يا عبد القادر من مهجة ... ألقيت بين صوارم وسهام

يا شمس علم في سماء معارف ... يا نخبة الفضلاء والأعلام

لك في الحروب مناقب علوية ... ووضوحها أغنى عن الأعلام

لله در نفيسة أرخصتها ... وبذلتها في نصرة الإسلام (٢)

ورغم أن الطيب بن المختار عاش خلال النصف الثاني من القرن الماضي، فإنه مدح الأمير بقصيدة بدأها باسم هند على عادة القدماء، ومطلعها:


(١) من ذلك قصيدة إبراهيم الرياحي التونسي، وهي طويلة، وأولها:
بلسان صدق في الورى لهج ... وقلوب أهل الشرك أضحت في وجل
انظر عنها الهاشمي بن بكار (مجموع النسب)، ص ٣٤١.
(٢) نفس المصدر، ص ٣٤٢. وهي قصيدة طويلة ذكر منها ابن بكار إثنى عشر ييتا فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>