من ضيافة إلى أخرى، ولم يسع الغسيري سوى دعوة من استضافوهم لزيارة الجزائر باسم جمعية العلماء وبالخصوص باسم الشيخين العربي التبسي ومحمد خير الدين، نائبي الشيخ الإبراهيمي، اللذين بقيا في الجزائر.
طار الغسيري عائدا من مصر إلى تونس عبر ليبيا (بني غازي فطرابلس ثم إلى مطار العوينة)، ومن تونس أخذ القطار إلى الجزائر فوصل قسنطينة حيث استقبل فيها ضيوفه وأعضاء الكشافة، وقد دامت رحلته شهرين، وهي رحلة يرجع الفضل فيها إلى الكشافة وجمعية العلماء وحكومة الثورة في مصر ثم إلى الملك سعود، لذلك شكر الغسيري هؤلاء جميعا كما شكر الإبراهيمي والورتلاني، أما نص الرحلة فقد كتبه من سكيكدة بعد استقراره بها حيث كان يعلم ويدير مدرسة (١).
[رحلة الشيخ الإبراهيمي]
رحل الإبراهيمي إلى المشرق في يناير ١٩٥٢ واستمر فيه إلى ما بعد الاستقلال، وخلال أكثر من عشر سنوات تجول في مختلف البلاد العربية وباكستان، وكان نشطا رغم تقدم السن به، كما كان محل عرفان وتقدير من بعض الحكومات العربية والإسلامية ومن علمائها ورجالات الثقافة فيها، وكان نشاطه محصورا في مجالين: الحصول على منح دراسية للطلاب الجزائريين والتعريف بالقضية الجزائرية، ورغم النقد الذي وجه إليه في إهمال شؤون جمعية العلماء بالجزائر (باعتباره رئيسا لها) طول غيابه فإنه استطاع أن يكسب مكانة للجزائر وأن يكسب منحا لطلابها.
كما كان الإبراهيمي نشطا في حركة الإخوان المسلمين الذين كانوا يدعمون قضية الجزائر باعتبارها قضية إسلامية حساسة، كما كان بعض أهل القلم من الإخوان يكتبون في جريدة البصائر التي يشرف عليها الشيخ نفسه، وقد