للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اليهودية والصهيونية]

مسألة اليهود الجزائريين تناولها كتاب كثيرون، ومنهم ايزنباخ وشوراقي ومارتن وكوهين. وكان اليهود يقطنون مختلف المدن الجزائرية، ومنها العاصمة، حيث تساكنوا وتعايشوا مع الجزائريين المسلمين في السراء والضراء منذ قرون، وتكونت بينهم رابطة خاصة من التضامن بعد الطرد الإسباني للمسلمين واليهود على حد سواء. وأصبح اليهود متميزين بأحيائهم الشعبية ومدارسهم وبيعهم (جمع بيعة) ومهنهم التي كانت لا تخرج عن المتاجرة في الحلي من الذهب والفضة، وكذلك خياطة الأقمشة. كما كانوا يتاجرون في العملة بالقروض وتصريف الأموال التي نسميها اليوم نظام البنوك. وفي العهد العثماني الأخير برز اليهود في ناحيتين على مستوى السلطة، الأولى هي الترجمة بين أرباب الدولة والقناصل الأجانب (وكذلك بين التجار المسلمين وغيرهم)، والثانية هي احتكار التجارة الخارجية للجزائر وإقامة شركات ودور تجارية في ليفورنيا ومحطات في الجزائر ومرسيليا. ويعني ذلك دخولهم في تجارة ومشاركة واسعة مع أرباب السلطة أنفسهم، كالدايات والوزراء والبايات. وقد صعدت عائلة بكري وعائلة بوشناق في آخر القرن ١٨ نتيجة هذه العلاقة، وانتهت بالتدرج إلى سوء التفاهم بين فرنسا والجزائر وإلى تأزم الموقف ثم الحملة فالاحتلال (١).


= إضافة إلى المراجع الأخرى التي أشرنا إليها في فصل الطرق الصوفية. وانظر أيضا نيكو كيلسترا N. Kielstra (تدهور التنظيم القبلي لوادي سوف) في (مجلة الغرب الإسلامي والبحر الأبيض)، رقم ٤٥، سنة ١٩٨٧، ص ٢١ - ٢٢. وقد نشرت مجلة (الثقافة) الجزائرية دراسة عن إيزابيل لمحمد الصالح دمبري وترجمة حنفي بن عيسى خلال السبعينات.
(١) عن الدين الذي ترتب على فرنسا للجزائر من جراء التجارة مع اليهود وأسباب الحملة الفرنسية، انظر كتابنا (محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث - بداية الاحتلال) ط. ٣. وكذلك بحث محمد العربي معريش عن اليهود أثناء العهد العثماني، وهو البحث الذي أعده كجزء من تحضير الماجستير تحت إشرافي. وفي سنة ١٩٩٣ قدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>