للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتمسك باحترام القيم الإسلامية، وقد كنا سنشير إلى جزء من هذا الحديث في فقرة السينما ولكننا فضلنا إيراده هنا لأنه لا يخص السينما الجزائرية ولأنه يتحدث عن الذوق العام إزاء اللهجة الدارجة وإزاء الموضوعات المطروقة في الأفلام المصرية، ونلاحظ كذلك أن افتتاح التلفزيون في الجزائر كان في سنة ١٩٥٦ وليس قبل ذلك.

[من شهرزاد إلى أبناء القصبة]

ولا ندري في هذا المقام أين يقع تمثيل الجزائريين بعض المسرحيات أمام جمهور فرنسي، فالسيد باش تارزي لم يحدثنا عن ذلك، ولكننا وجدنا تنويها بتمثيل مسرحيتين باللغة الفرنسية أمام جمهور فرسي في قاعة النفق الجامعي بالعاصمة (الدكتور دودو حاليا)، إحداهما سرحية شهرزاد التي رجع إلى الفن العربي الإسلامي والأخرى مسرحية (أمفيتريون) Amphitrion التي رجع إلى التراث الروماني، وتعتمد الأولى على القص الشرقي المستخرج من ألف ليلة

وليلة كما هو متمثل في الحديث الذي دار بين (شهرزاد وشهريار)، ومن أبرز الممثلين في المسرحيتين هو مصطفى كاتب وعلال المحب، بالإضافة إلى بعض الفرنسيات، وقد ظهر في العملين المقارنة بين ثقافتين، فمن جهة هناك مأساة شهرزاد وصراع الروح والمادة واللذة والضعف الإنساني أمام سحر المرأة، ومن جهة أخرى هناك التطلع إلى المادة ونيل الجاه والعظمة في رواية (أمفيتريون)، فهي رواية ضاحكة وتعتمد على القصص الخيالي في عالم الآلهة، وتمثل عشق الإله جوبيتر، كبير الآلهة عند الرومان، لامرأة هي زوج قائد روماني ترك الأهل والوطن ليحارب من أجل الشهرة والمجد، وفي غيابه جاء جوبيتر متنكرا في صورة الزوج القائد إلى المرأة المهجورة صحبة (ساتورن) رسول الآلهة الذي تنكر هو أيضا في زي خادم، ولكن الزوج الحقيقي رجع فجأة واتهم زوجته بالخيانة (١).


(١) هنا الجزائر ٣٥، مايو ١٩٥٥، وليس للمقالة توقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>