للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عناصر العرب والبربر والفرنسيين (بمن فيهم اليهود)، وليس العرب وحدهم في مقابل الفرنسيين.

[اضطهاد طلبة الاتحاد]

تعرضت مكاتب اتحاد الطلبة في باريس وغيرها إلى التفتيش، واعتقلت الشرطة مسؤولي الاتحاد، وهم بين الخمسة والستة، وقادت هذه العملية إلى حركة احتجاج من فرع الاتحاد في تونس ومن الاتحادات الوطنية الأجنبية المؤيدة له، بما فيها اتحاد طلاب تونس، كما احتج الطلبة على حل الاتحاد وطالبوا بإطلاق سراح رئيسه عندئذ محمد خميستي، أما السلطات الفرنسية فقد اتهمت الاتحاد بأنه كان يعمل لصالح جبهة التحرير (١).

وفي نفس الفترة قتل الفرنسيون - حسب المجاهد - طالبة اسمها حميدو في تلمسان، مما أثار غضب أهل تلمسان فقاموا بمظاهرات احتجاجية، وقد فضح (صوت الجزائر) في حصة له بالإذاعة التونسية ما حدث للطالبة، وعندئذ فقط سارعت القيادة الفرنسية إلى الإعلان على أن الطالبة قتلت لأنها حاولت الفرار، وقد تساءلت المجاهد عن السبب في أن الفرنسيين لم يعلنوا عن قتلها إلا بعد إذاعة صوت الجزائر، ولماذا لم يعلنوا عن تقرير الطبيب الشرعي (٢).

إزاء حملة الاعتقالات لجأ الاتحاد إلى توجيه نداء إلى اتحاد الطلبة الفرنسيين وغيرهم للتدخل لصالحه والمساندة، فقد أوقفت الشرطة أحمد طالب الرئيس السابق للاتحاد والرئيس الشرفي له، والعياشي ياكر نائبه السابق، وكانت الاعتقالات قد توالت في صفوف الطلبة منذ مقتل الشهيد بلقاسم زدور في نوفمبر ١٩٥٤، وهو الذي كان يدرس في كلية دار العلوم بمصر والتحق بالثورة


(١) المجاهد، ١٧، فبراير، ١٩٥٨، و ١٨، ١٥ فبراير ١٩٥٨، كان خميستي يطرس الطب في جامعة مونبلييه ورئيس فرع الاتحاد في هذه الجامعة، انظر عنها جمال الدين بن سالم، إليكم أسلحتنا .. إليكم أطباءنا، م، و، ك، الجزائر، ١٩٨٥.
(٢) أنظر المجاهد ٤٣، فاتح يونيو، ١٩٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>