للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبكرا، فقد ذكرت اللجنة التنفيذية في ندائها إلى اتحاد الطلبة الفرنسيين: باعتقال تسعة طلبة في تولوز، وآخر في ليل، وبالمعاملة السيئة للطلبة لتوزيعهم منشورات في بوردو وباريس، ووضع بعض الطلبة تحت الإقامة الجبرية، أما في الجزائر فقد اقتحمت الشرطة ثانوية بوجو (الأمير عبد القادر حاليا) في العاشرة ليلا واختطفت الطالب معيزة مصطفى وهو ناظر بالمدرسة وطالب في كلية الحقوق، ثم لم يعرف مصيره بعد ذلك، وطالب النداء اتحاد الطلبة الفرنسيين بالتنديد بهذه الأعمال التي (ستجعل التفاهم بين الشعبين مستحيلا) لأنها أعمال ضد حقوق الإنسان (١).

لخصت المجاهد أعمال الاتحاد منذ قيامه حتى سنة ١٩٥٩ فيما يلي: أصبح الطالب المثقف في أتون المعركة، فهو الطبيب والمنسق والمفوض السياسي، والممرض والكاتب وصانع القنابل، كان الإضراب وما تلاه دليلا على فشل الدعاية الفرنسية التي تدعي أن الثوار لا يمثلون إلا أنفسهم وأن الثورة من عمل أناس طائشين، كما كثف الاتحاد جهوده في الخارج لتحقيق:

١ - إعداد الإطارات للمستقبل بإرسال البعثات إلى أوروبا الشرقية والغربية والصين وأمريكا والمشرق العربي، إضافة إلى الطلبة الكثيرين في المغرب وتونس.

٢ - نشر الدعاية والعمل مع الاتحادات الأخرى على كسب الأنصار للثورة والاتصال بالأوساط النقابية والثقافية.

٣ - تحضير طلبة الاتحاد للقيام بدور رئيسي في توجيه التعليم والحياة الثقافية في الجزائر المستقلة على أساس أن الثقافة العربية الإسلامية التي أعلن الاتحاد عنها منذ نشأته هي التي ستكون ثقافة الشعب الجزائري (٢).


(١) المقاومة الجزائرية، ٨، ١١ مارس، ١٩٥٧، عن اضطهاد بعض الطلبة أيضا، أنظر الفصل الثالث فقرة اضطهاد المثقفين.
(٢) المجاهد، عدد خاص، أول نوفمبر، ١٩٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>