للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن حوحو وحده في الميدان، ولكنه كان هو المجلى فيه، فإلى جانبه ظهر عدد من كتاب القصة، بعضهم استكمل أو كاد شروطها الفنية، وبعضهم حاولها كفن أدبي جديد، ثم سار إلى غيرها من مقالة ودراسة وشعر إلخ (١). ومن هؤلاء أحمد بن عاشور، والشريف الحسيني ومحمد الطاهر فضلاء وعبد الله ركيبي وأبو العيد دودو، وسعدى حكار (٢) ثم ظهر جيل آخر كان منه زهور ونيسي والطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوقة. وقبل أن نتحدث عن الرواية والقصة باللغة الفرنسية نتحدث عن فن المقامات، باعتبار المقامة من فنون النثر الأدبي.

[المقامات]

المقامات فن قديم في الجزائر، وقد تعرضنا إليه في الجزء الثاني. وإنما الجديد هو ما نشأ في العهد الذي ندرسه، والذي نريد أن نعرف ما إذا كان قد تأثر بالحياة الجديدة. وإذا كانت المقامات تعتمد الأسلوب الشيق والقص الطريف والشخصيات الذكية والثقافة الواسعة، فإن ذلك لم يتوفر لها في العهد الذي ندرسه إلا نادرا. فخلال القرن الماضي ولا نكاد نجد كاتبا واحدا للمقامات الجيدة المتوفرة على الشروط التي ذكرنا. كانت هناك محاولات بدون شك، بعضها في الجزائر وبعضها على يد من هاجروا منها. وكانت بعض المقامات قريبة من الدارجة وبعضها بالفصحى. ومما نلاحظه أنه بعد تقدم التعليم واطلاق تباشير النهضة الأدبية حدث تجديد في الشعر


(١) جربت أنا أيضا هذا الفن مبكرا، فنشرت قصة عنوانها (سعفة خضراء) في جريدة البصائر. وهي منشورة ضمن المجموعة التي تحمل نفس العنوان.
(٢) نشر هؤلاء قصصهم إما في جريدة البصائر وهنا الجزائر والمنار وغيرها وإما في مجموعات بعد الاستقلال. وظهر إنتاج الطاهر وطار وابن هدوقة أثناء الثورة. وهناك آخرون لا يتسع المقام لذكرهم. ولكن مرحلة الثورة والاستقلال خارجة عن نطاق هذا الفصل. ومما نشره سعدي حكار قصة (في ليلة واحدة) في مجلة إفريقية الشمالية، يونيو، ١٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>