- أن الاستعمار عمل على نشر مبادى ثقافية مفروضة وإدخال قيم أجنبية على الشعب الجزائري بعد تجريده من حضارته الأساسية، والملاحظ أن المذكرة لا تذكر ما هذه الحضارة الأساسية التي جردت فرنسا منها الجزائر.
- صارت لغة الجزائر الوطنية (لاحظ أن المذكرة لم تسمها أيضا) التي هي المعبر الوحيد للجزائري عن فكرته والتي هي الوعاء لحضارته، لغة أجنبية، وأصبح تعليمها محصورا في نطاق ضيق جدا، وهو تصرف يرمي إلى محو الشخصية الجزائرية.
- أن الجزائر جزء من المغرب (يعني المغرب العربي) وبذلك نمت في مهد الحضارة الإسلامية واحتضنت جانبا من أزهى جوانب هذه الحضارة.
- أن فرنسا عند احتلالها للجزائر لم تجد شعبا أميا لا ماضي له، بل إنها اصطدمت بشعب له حضارته العريقة، وله ماض تاريخي وقيم وطنية.
- أسفرت حروب الاحتلال على هدم المدارس والجامعات وخلو المراكز الثقافية من رجال العلم والأدب، وقد اغتصبت الحكومة الفرنسية الأوقاف التي كانت في خدمة الثقافة والعبادة.
- كان التعليم الفرنسي للجزائريين متطابقا مع التعليم في فرنسا، ليس له خصوصية بالجزائر لأنه كان يهدف إلى إدماج الجزائريين، ثم إنه كان وقفا على الفرنسيين، أما الجزائريون الذين استفادوا منه فهم قلة، وإليكم إحصاءات رسمية صادرة سنة ١٩٥٣.
[التعليم الابتدائي]
- جميع أبناء السكان الأوروبيين متمدرسون وعددهم ١٣٥٠٠٠.
- أطفال المسلمين الذين في سن التعليم عددهم ١٩٦٩٠٠، ولكن عدد الذين يزاولون التعليم منهم لا يتجاوز ٢٦٦٠٠، وبذلك تكون نسبة الباقين في حالة أمية ٥، ٨٦%.