يمكن القول إن من أسباب الثورة تكريس سياسة التجهيل التي اتبعتها السلطة الفرنسية نحو الشعب، فقد كانت سياسة تقليدية اتبعها الخلف الفرنسيون عن السلف، وهي أن تعليم الجزائريين أو ترك الحرية لهم يتعلمون بوسائلهم الخاصة سيؤدي إلى يقظتهم والمطالبة بحقوقهم، لذلك كانت الأمية في الجزائر بعد قرن وربع من الاحتلال قد تجاوزت التسعين في المائة، وقد صدق فرحات عباس عندما خاطب الطلبة سنة ١٩٦٠ بقوله (في ظرف ست سنوات فقط استطاعت الثورة أن تخرج من صفوفكم عددا من الخبراء والفنيين أكبر من العدد الذي كونه الاستعمار خلال ١٣٠ سنة من الاحتلال)(١).
استمر التعليم في الجزائر متعدد الأنواع، فهناك على الأقل تعليم فرنسي وتعليم مختلط وتعليم عربي حر، والتعليم الفرنسي الرسمي تشرف عليه الدولة الفرنسية عن طريق مؤسساتها وممثليها وهو ما تسميه المراجع عندنا بالتعليم العمومي أو التعليم العام، وهذا النوع من التعليم فيه المستويات الثلاثة وهي الابتدائي والمتوسط والعالي، والتعليم حسب القانون الفرنسي، إجباري ومجاني، ولكننا نجد أكثر من مليون ونصف المليون من الأطفال الجزائريين كانوا سنة ١٩٥٢ خارج المدارس.
(١) مجلة الشباب الجزائري، تونس، عدد خاص بالمؤتمر الرابع لاتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، أغسطس - سبتمبر ١٩٦٠، عدد ١٤ - ١٥.