للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدرسية من الحكومة العامة للجزائر أسوة بزملائه مدرسي بجاية ووادي الزناتي وعنابة الذين طلبوها وحصلوا عليها. كما طلب بلقاسم خمار مدرس بسكرة الكتب المدرسية أيضا. وكذلك أوصى تقرير ديستان بإرسال كتب (كلاسيكية) إلى مدرس بو سعادة (ابن الحاج)، ممثلة في عشر نسخ من كل من الآجرومية أو القطر (في النحو) ولامية الأفعال (في الصرف)، والدرة البيضاء (في الحساب والفرائض)، والمنتخبات (في القراءة) (١). أما الكتب التي يحتاجها المدرس فقال المفتش إنها متوفرة.

إن حركة الكتاب كانت نشيطة سواء في المكتبات المدرسية أو البلدية أو العسكرية أو الجامعية أو الوطنية، بل لقد نشأت أيضا مكتبات ولائية، ولو أن الكتب التراثية العربية لم يصبها الأذى الذي ذكرناه بالسرقة والنهب والحروب والاختلاس ونحو ذلك، لكان المجتمع الجزائري قد واصل مسيرته نحو التعلم والتثقف ولخرج من ظلام الأمية الذي فرضه التعسف الاستعماري.

[مكتبات الزوايا]

نقصد هنا زوايا الأرياف، لأن زوايا المدن قد عانت من مصادرة أوقافها ومن الهدم ولم يبق لها دور يذكر أثناء الاحتلال (٢). أما زوايا الريف فقد استمرت خلال أكثر من خمسين سنة وهي مراكز لدعوة الجهاد والتعليم العربي الإسلامي وخزائن الكتب والتراث. ولكن الاحتلال لم يرحم هذه


(١) نفس المصدر. هذه الكتب وفرتها لجنة الترجمة التي أقامتها الحكومة العامة في آخر القرن الماضي. وعن هذا النوع من التدريس في المساجد أو في الأماكن الملحقة بها انظر فصل التعليم.
(٢) نقصد هنا دور الزوايا التعليمي والاجتماعي. أما الدور الديني والصوفي فقد سمح به الفرنسيون في المدن بعد السيطرة عليها، بل أنهم شجعوا بعض الطرق الصوفية على فتح زوايا لها في المدن أو قدموا لها هم الأماكن الضرورية. فكانت تلمسان وقسنطينة مثلا تضم زوايا للتجانية والعيساوية والقادرية وغيرها خلال هذا القرن. كما كانت العليوية والدرقاوية والطيبية نشيطة في تلمسان، والحنصالية والرحمانية والعمارية نشيطة في قسنطينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>