للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالها محمد العيد وهو مدير لمدرسة الشبيبة بالعاصمة (١).

[الشعر السياسي]

والشعر السياسي أنواع، منه ما قصد به الشاعر التعبير عن تذمره من الأوضاع السياسية والشكوى من الاضطهاد. ومنه ما قيل في الفرنسيين ورجالهم وأعمالهم. وهناك شعر سياسي آخر، وهو ذلك الذي شارك به الشاعر في الأحداث الوطنية والإسلامية، مثل حرب طرابلس. ولم يظهر الشعر السياسي الوطني الصريح إلا بعد الحرب العالمية الأولى، ونقصد بذلك تناول الشاعر لقضية الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والإشادة بالعرب والبربر وتاريخ الأمجاد.

ومن الملاحظ أن الشعر السياسي الفصيح كاد يختفي بعد فشل المقاومة سنة ١٨٤٧. ولا ندري هل كان لهجرة الشعراء أثر على ذلك، أو هو غياب الثقافة والتعليم العربي أو كلاهما. إن الذي تولى التعبير عن خلجات الناس بعد ذلك هو الشعر الشعبي. ولم يعد الشعر السياسي الوطني للظهور إلا عشية الحرب العالمية الأولى أو في المهجر. وفي فترة المقاومة ظهر شعراء ينافحون عن الدين والوطن، وتعلقوا بالأمير عبد القادر، كما فعل محمد الشاذلي (٢)، ولكن كان هناك أيضا خصوم للأمير. وخلال تلك الفترة نظم حمدان خوجة أبياتا في السلطان محمود الثاني. وهناك من نظم في السلطان عبد الرحمن بن هشام.


(١) البصائر عدد ١١٢، ٦ مايو ١٩٣٨. وقد قيل ان للشيخ شعيب بن علي (مولودية)، ووعدني بنسخة منها حفيده شعيب أبو بكر في رسالة منه بتاريخ ١٠ غشت ١٩٨٧، ولكن المراسلة انقطعت بيننا، ويفهم أن المولودة من الشعر الرجزي.
(٢) انظر (القاضي الأديب: محمد الشاذلي)، ط. ٢، ١٩٨٥. وهي قصيدة استنجد فيها الشاعر بالأمير لإنقاذ قسنطينة بعد ١٨٣٧. وعن شعر الخصوم في الأمير انظر: بحث أوغست كور عن (الشعر السياسي في عهد الأمير) في المجلة الإفريقية، ١٩١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>