للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدد لي عهدا بمن هويته ... وما نسيت عهد أيام الصبا

والقصيدة بلغت ١٤٣ بيتا. وهي مليئة بالأدب والأمثال والتربية النفسية. وصاحبها من علماء غريس في أوائل الاحتلال وهو من خريجي الأزهر الشريف، وله إجازات من علمائه، وهو الذي كتب صك البيعة الذي بمقتضاه بايع الناس الأمير عبد القادر على الحكم والجهاد وبناء الدولة الجديدة، وكان ذلك بحضور علماء الناحية (١). وقد أفادني الشيخ البوعبدلي أن نصيحة ابن آمنة اشتملت أيضا على توجيهات دنيوية كالاقتصاد في المعيشة، وحسن استقبال الضيوف، والابتعاد عن عبدة الدرهم والدينار، وعدم مخالطة الحكام الظلمة (٢).

أما بالنسبة للمديح النبوي فهناك القصائد والمقطعات وحتى الدواوين. وشعراء هذا المديح هم عادة من رجال الدين الذين كنا نتحدث عنهم. وقد يكونون من شعراء الحياة العامة ولكن في لحظة من الزمان تنتابهم مشاعر خارقة للعادة فيتذكرون أنسابهم وارتباطاتهم بالإسلام والتراث، فينظمون المدائح التي نحن بصددها. والواقع أننا لا نجد قصائد (عصماء) في ذلك على غرار البردة والهمزية وبانت سعاد ولا حتى تقليدها، كما فعل شوقي. إنما هي قصائد من شعر عادي، تقال في المناسبات الدينية، مثل المولد النبوي الشريف، والحج الذي يذكر بتاريخ الإسلام وظهور الرسالة. ومن ذلك قصيدة السعيد بن أبي داود (٣). وقصائد لإدريس الدلسي والديسي (٤).

ولمحمد العيد أيضا (أنشودة الوليد) التي نشرها قصيدة مستقلة سنة ١٩٣٨، وهي موجهة للناشئة الجزائرية لكي تقتدي بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتعارض تقليد الفرنسيين وترفض الاندماج، فهي من الشعر المديحي الإصلاحي، وقد


(١) عن الشاعر والقصيدة ونص البيعة انظر محمد بن الأمير (تحفة الزائر)، ط. ١، ١٩٠٣، ١/ ٩٨.
(٢) مراسلة بتاريخ ٣ ديسمبر ١٩٧١.
(٣) علي أمقران السحنوني، مراسلة معه، وهي في ٤٢ بيتا. وليس لنا نماذج منها الآن.
(٤) عن الدواوين المكرسة للشعر الديني انظر سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>