للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلها هي جريدة (العرب) التي كان تولى تحريرها. وزار الجزائر سنة ١٩٢٨. وكان هذا (السائح العراقي) قد انتقد الاحتلال الفرنسي على محو الآثار العربية من الجزائر (١).

وقد اختلط اسم يونس بحري باسم محمد تقي الدين الهلالي المغربي الأصل المشرقي الإقامة. فقد ذكر الهلالي بنفسه في مراسلة مع البصائر سنة ١٩٣٦ أنه زار الجزائر منذ ستة عشرة سنة (١٩٢٠؟)، فوجد ما أحزنه على حال العربية، ولكن الأمور قد تبدلت تماما (من الوجهة الدينية والثقافية وحتى الأخلاقية)، وقال لو أن أحدهم أخبره أن الحالة ستتغير بعد عشر سنوات أو حتى خمسين سنة إلى ما آلت إليه الآن (١٩٣٦) لبادر إلى تكذيبه. فقد أصبح للجزائر صحافتها الراقية، وهي تشهد نهضة أدبية تضاهي نهضة البلدان الإسلامية الراقية (٢) وكان الهلالي قد استقر في العراق.

...

[زيارة الشيخ محمد عبده]

من الزيارات التي تركت أثرا ما يزال يثير الجدل في قيمته وأهميته، زيارة الشيخ محمد عبده، شيخ الأزهر والمجدد الشهير. كان الشيخ عبده قد ازداد معرفة بالجزائر منذ الثمانينات (٣)، حين حل ببيروت ودمشق وربط الصلة مع الأمير عبد القادر، وعرف إبنيه محمد ومحيي الدين والجالية


(١) أخبر بذلك يونس بحري نفسه، انظر البصائر ٥ مايو ١٩٣٩. وقال أنه زار الجزائر سنة ١٩٢٨، انظر البصائر ١٦ جوان ١٩٣٩.
(٢) البصائر ٢٤ يوليو، ١٩٣٦ من مقالة بعنوان تعليقات، قال فيها إن زيارته للجزائر كانت سنة ١٣٣٩ (١٩٢٠). وما يزال الأمر مختلطا عندنا حول من هو (السائح العراقي) هل هو الهلالي أو يونس بحري.
(٣) زار الشيخ عبده تونس لأول مرة سنة ١٨٨٥، ولعله عرف منها شيئا عن أحوال الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>