الثقافة في الجزائر، والفن الشعبي في الجزائر، وزبدون الشهيد، ومأساة شعب وتبلد ضمير، والأدب الشعبي والمقاومة الجزائرية، والفلاح والثورة الجزائرية، ورسالة إلى مناضل، ومولود معمري، كما أذكر أنه كتب عن موقف ألبير كامو من الثورة الجزائرية ولكني نسيت أين رأيت له ذلك، وهي مقالات تدل على تنوع ثقافته والتزامه بالخط الثقافي الوطني، وتعبر عن اتجاه جديد في الأدب الجزائري الذي كان قبل الثورة يعاني من القيود والضغوط، وبالإضافة إلى أدب المقالة كان سعدي يكتب القصة القصيرة كما سنرى.
[عبد الله شريط وآخرونه]
عاش عبد الله شريط مرحلة الثورة في عهد النضج خلافا لعدد من الشباب الذين ولدوا شعريا، في الثورة نفسها، فهو من الجيل الذي سبق الثورة، وكان بتونس عند اندلاعها، فقد عرفته وأنا طالب في السنتين الأخيرتين في الزيتونة وهو يومئذ من شيوخها الجدد، بل وحضرت عليه محاضرتين أو أكثر من باب الفضول فقط.
ولد في مسكيانة سنة ١٩٢١، وتعلم فيها وفي تبسة، ثم سافر إلى تونس ودرس بها ثم قصد سورية وحصل منها على شهادة ليسانس في الفلسفة سنة ١٩٥١، وبعد العمل في تونس، كما ذكرنا، قبيل الثورة وأثناءها، رجع إلى الجزائر ودخل جامعتها مدرسا، وواصل أبحاثه الصحفية والسياسية والفلسفية إلى أن حصل على الدكتوراه سنة ١٩٧٢ عن الفكر الأخلاقي عند ابن خلدون، وله ديوان بعنوان (الرماد) نشره في الجزائر، سنة ١٩٦٩، ولكنه انقطع عن الشعر منذ عاد من الشرق، وواصل كتابة المقالة في القضايا الاجتماعية، وألف عدة كتب في هذا المجال، وهو في شعره ينحو منحى رومانسيا لأن شعره ذاتي جميل، ويعتبر من المحافظين على الشعر العمودي (١).
(١) محمد ناصر، الشعر الجزائري، مرجع سابق، ص ٦٨٠، وكذلك مجلة الثقافة، عدد ١١ نوفمبر ١٩٧٢، ص ١٢٠.