انحصر نشاط شريط الأدبي وهو في تونس في المقالة الصحفية التي تناول فيها القضايا الوطنية والقومية والدولية، وحسب ما جاء في كتاب (النشاط العلمي) للجابري فإن شريط نشر بعض المقالات الثقافية عن ابن باديس والتضحية، ومستقبل المغرب العربي، والثورة ومفاهيمها، ومن الواضح أن هذه المقالات من بنات الواقع الذي كانت تعيشه المنطقة، ولكنه كتب أيصا عن الشابي، وعن التعليم الزيتوني .. وقد نشر في الصباح والفكر، أما الشعر فليس في ديوانه الرماد ما يدل على أنه نظم في الثورة، ولذلك فإن حياته تهمنا في النثر أكثر من الشعر.
أساس مقالاته عن الاستعمار والثقافة والحركة الوطنية التونسية والجزائرية، كما عالج مسألة الأرض والثورة، وكان يحرر ركنا عنوانه (ما رأيك؟) يتحدث فيه عن القضايا العربية والسياسية والدولية، وربما هذه هي المقالات التي جمعها في السنوات الأخيرة في عدة مجلدات ونشرتها له وزارة المجاهدين باعتبار هذا العمل جزءا من تراث الثورة، وكان شريط يلخص ويترجم ما تنشره الصحف والمجلات الأجنبية عن الجزائر فاجتمعت له من ذلك ثروة إعلامية وفكرية كبيرة.
ومن الملاحظ أن لشريط مرحلتين في الكتابة بتونس: مرحلة ما قبل الثورة ومرحلة ما بعد اندلاعها، فإذا كان قبل الثورة مهتما بقضايا العرب والثقافة والتعليم الزيتوني، وابن خلدون، فإنه بعد انطلاق الثورة، قد ركز على موضوعات جزائرية نضالية مثل حياة ابن باديس والتضحية التي نجدها في نشرة جمعية الطلبة الجزائريين بتونس، وفي مقالة أخرى نشرها في مجلة الفكر تحدث عن مستقبل المغرب العربي (١٩٥٧) أي بعد استقلال تونس والمغرب، وهو من القلائل الذين حاولوا إعطاء الثورة بعدا سياسيا وإيديلوجيا، فنجده كتب مقالة بعنوان (حول الثورة ومفاهيمها) في مجلة الفكر أيضا، وقد ظهر على كتاباته الطابع الفلسفي الإصلاحي في ذلك الوقت المبكر، سواء في تناوله مفاهيم الثورة أو المسألة الثقافية والهوية عموما.