للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمل البلاد كلها، فكان في مدينة وهران محمد الهواري وتلميذه إبراهيم التازي، وكان بمدينة الجزائر عبد الرحمن الثعالبي وتلميذه أحمد الجزائري، وكان في تلمسان محمد السنوسي الذي أصبح هو نفسه إماما في هذا الميدان حتى وله تلاميذ كثيرون، وفي ندرومة يوسف الندرومي صاحب (قبس الأنوار وجامع الأسرار) (١) وكان في قسنطينة محمد الزواوي الفراوسني صاحب (المرائي)، وبركات القسنطيني. وفي بسكرة عيسى بن سلامة البسكري، وهكذا. وسنحاول أن ندرس بعض ما قدم هؤلاء من أعمال في هذا الفرع.

١ - أحمد النقاوسي:

فمن الذين ساهموا في تغذية هذا التيار أحمد بن عبد الرحمن النقاوسي البجائي بكتابه المسمى (الأنوار المنبلجة من أسرار المنفرجة). والقصيدة المشهورة (بالمنفرجة) هي التي قالها يوسف بن محمد بن يوسف المعروف بابن النحوي التوزري الحمادي (لأنه استوطن قلعة بني حماد) وقد سميت كذلك لوقوع الانفراج بها كما قيل عنها، أو لاحتوائها على كلمة (تنفرج) في مطلعها وهو:

اشتدي أزمة تتفرجي ... قد آذن صبحك بالبلج

وهي تعد من القصائد التي تجمع بين الأدب والتصوف. ويهمنا منها الآن الجانب الأخير. وهذا هو الذي جعل النقاوسي يقوم بشرحها شرحا واسعا وهو أيضا الذي جعل بعض الباحثين يضعها في باب الأدعية والأذكار (٢). وكان النقاوسي قد أخذ هذه القصيدة إجازة عن شيخه عيسى بن


= ألا صل إلى بغداد فهي منى النفس ... وحدث بها عمن ثوى باطن الرمس
(١) بروكلمان ٢/ ٣٥٨ و ١٠٤٢ وأيضا محمد بن عبد الكريم (مخطوطات جزائرية) ٣٩. ومنه نسختان في مكتبة جامعة برستون الأميركية (قسم يهودا)، رقم ٤٧٥٢ و ١٠٨٠ مجموع، الأولى تعود إلى سنة ٨٣٩.
(٢) مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق أبريل ١٩٧٣، ٣٣٠. وبناء على هذا المصدر فإن نسخة من شرح النقاوسي توجد في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة. وقد سماه صاحب البحث عبد الرحمن وليس أحمد كما أضاف إلى العنوان عبارة (في بسط =

<<  <  ج: ص:  >  >>