وما دمنا نتحدث عن المراسلات فلنذكر أن العقبي والإبراهيمي والزواوي وأضرابهم قد ارتبطوا بعلاقات مع أعداد من أصحاب الجرائد والمدارس والتأليف في المشرق، سواء في الحجاز أو في الشام أو مصر. ومنذ ١٩٣٨ انتقل الشيخ الفضيل الورتلاني إلى مصر وارتبط بحركة الإخوان المسلمين التي ربما كان قد انتظم فيها وهو في فرنسا. ونشط أيضا ضمن جالية المغرب العربي في مصر وأسسوا جميعا عدة تنظيمات هدفها خدمة قضية بلدانهم وتحريرها، مثل جبهة الدفاع عن شمال افريقية، سنة ١٩٤٤. ومنذ نشأة الجامعة العربية نشط الجزائريون هناك وحاولوا كسب تأييد الجامعة المادي والمعنوي لنصرة بلادهم. وكان لإنشاء الجامعة العربية صداه القوي في الجزائر، فقد رفع معنويات الحركات المضادة للاستعمار. وكان للشيخ الورتلاني دور بارز أيضا في ثورة اليمن سنة ١٩٤٧ - ١٩٤٨. وليس هذا محل تفصيله (١).
...
[جمعيات وجرائد]
من الصعب الإحاطة بالجمعيات والجرائد التي ظهرت واهتمت بالحديث عن الجزائر أو كان مؤسسوها من المهاجرين أنفسهم. وكانت في مجموعها تعكس على كل حال، الروابط المتينة بين الجزائر والمشرق. وكانت الجمعيات في المغرب العربي منذ البداية مهتمة بالقضايا المشتركة، وقلما نظرت إلى نفسها على أنها تمثل وحدة قطرية منفصلة.
منذ حوالي ١٩١٠ أسس الشيخان صالح الشريف وإسماعيل الصفايحي (جمعية الأخوة الجزائرية - التونسية) في اسطانبول. وكان لها فرع في دمشق
(١) انظر كتابه (الجزائر الثائرة) بيروت ١٩٥٦. وكذلك أحمد الشامي (رياح التغيير في اليمن)، وبعض مقالات الإبراهيمي في البصائر حول الورتلاني. انظر أيضا كتابنا (دراسات في الأدب الجزائري)، ط ٣.