ينشط بين المهاجرين الذين كان أغلبهم من الجزائر، ولها فروع أخرى في بلاد الشام والحجاز ولا سيما فرع المدينة المنورة.
وخلال نفس الفترة ظهر في مصر تنظيم آخر يسمى (الاتحاد المغربي)، وكان صاحب الفكرة فيه هو الشيخ علي يوسف صاحب جريدة (المؤيد) التي كانت تتبع سياسة الجامعة الإسلامية. وكان الشيخ علي يوسف قد منعته فرنسا من زيارة الجزائر، حسب بعض الروايات، ولكن آخرين قالوا انه تحادث مع شارل جونار (حاكم الجزائر) حول قانون الأهالي وانتقده أمامه وطالب بإلغائه، كما سنرى. ومهما كان الأمر فان مقر (الاتحاد المغربي) كان في الإسكندرية، وكان يرأسه محمد شرعي باشا الذي ربما يكون من أصول مهاجرة.
وفي سنة ١٩١٣ أنشأ الشيخ المكي بن عزوز في المدينة المنورة (جمعية الشرفاء)، وكانت تعمل على خدمة مبادئ الجامعة الإسلامية. ويتهمها الفرنسيون بأنها كانت تعمل على إثارة جنوب الجزائر ضدهم. ويهمنا من هذه الجمعية أنها كانت تضم مجموعة من الجزائريين والتونسيين والمراكشيين. وقد عقدت اجتماعا. لها في القاهرة. ومن الجزائريين الذين حضروا هذا الاجتماع السيد الأخضر (؟) الذي قيل انه كان قايدا سابقا لتلمسان، والسيد محمد بن زاوي جلول، وهو من قسنطينة (١). لكن فعالية هذه الجمعية، غير واضحة الآن. وربما وجدت محاربة قوية من القنصليات الفرنسية في المشرق العربي.
(١) باردان (الجزائريون والتونسيون) ١٩٧٩، ص ٢٣٠ - ٢٣٢. ولنتذكر أن الشيخين حمدان الونيسي والبشير الإبراهيمي كانا بالمدينة المنورة عندئذ. كما أن الشيخ العقبي كان مهاجرا فيها منذ صغره. وكان ابن باديس قد زار المدينة ورجع منها إلى الجزائر في هذه السنة (١٩١٣). فهل كان الشيخ المكي بن عزوز على صلة بجميع هؤلاء؟ وهل شملت جمعيته بعضهم؟ وكان الشيخ أحمد الزواوي من أعيان المذهب الشافعي ومن المهاجرين أصلا. وليس لدينا الآن معلومات عن العضوين الأخضر ومحمد بن زاوي.