للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتيب سنة ١٩٣٩، فنوهت به كل من الشهاب والبصائر. فقالت الشهاب إنها أناشيد تشتمل على (العقائد الصحيحة والأفكار السليمة والأخلاق الفاضلة). ورأت البصائر أنها مجموعة تشجع (حركتنا القلمية ... ونهضتنا الفكرية) (١).

ونعتقد أن هناك نماذج أخرى من الشعر التمثيلي جديرة بالتنويه، ولكن ذلك هو كل ما وقفنا عليه حتى الآن. ولا ندري إن كانت (الملحمة الرجزية) التي وضعها الشيخ الإبراهيمي في ٣٦٠٠ بيت قد بنيت على الحوار التمثيلي. ويفهم من وصف الشيخ لها أنها كذلك، لأنه قال إنه جاء فيها (بأفانين من الهزل والمذاهب الاجتماعية والسياسية والأنحاء على البدع في الدين وتصوير لأولياء الشيطان ومحاورات أدبية بينهم وبين الشيطان ووصف الاستعمار). ونحن نفهم من كلمة (محاورات) أن الملحمة كانت في صيغة تمثيلية (٢).

[شعر الفخر والهجاء وغيرهما]

رغم أن الفخر والهجاء لم يحتلا مكانا بارزا لدى الشعراء فإنهما استمرا عند بعضهم. ونحن نورد هنا ما عثرنا عليه من هذين اللونين إشارة لا إحصاء، كما نورد ألوانا أخرى من الشعر الفصيح لم تصنف في أية فقرة أخرى. وقد نبهنا إلى أن الفخر هو مدح للذات والقوم، وأن الهجاء هو سلب لصفات المدح عن المهجو.

والفخر إذا كان بالوقائع والإنجازات مقبول شعريا، أما الفخر بالأجداد والرسوم المتخيلة فهو ادعاء كاذب ويذم صاحبه عند الله وعند الناس ولو كان شعره في غاية الروعة. وكان يحق للأمير عبد القادر أن يفتخر بنفسه وبأجداده وشجاعته وفرسه، بعد معركة خنق النطاح التي وقعت قبل توليه الإمارة، أي


(١) الشهاب، غشت ١٩٣٩، ص ٣٦٧، والبصائر ٤ غشت، ١٩٣٩. وقد طبعت الأناشيد في تونس، في حوالي ٢٠ صفحة.
(٢) الإبراهيمي (في قلب المعركة)، ١٩٩٣، ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>