للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي الأسلحة التي استعملت في الغزوات النبوية، هذا عن الأصل، أما تأسيسها ومكانها في الجزائر ففي الجهة الغربية، سيما نواحي معسكر والعين الصفراء ومغنية وفرندة، وسعيدة، كما أنها معروفة في البيض وتيهرت، ولا يكاد يوجد لها ذكر في النواحي الشرقية من الجزائر، وكانت شائعة في فرق الفرسان (الصبائحية). وقد يكون أصلها في السوس الأقصى، ثم انتقلت إلى الجزائر.

وحسب إحصاء ١٨٨٢ فإن إعداد هذه العصبة أو التنظيم، لا يتجاوزون ٥٠٠ فرد، ولهم حوالي ثلاثين مقدما (١). ولكن ليس لهم زاوية أو شيخ، ولا تعرف لهم أذكار دينية ولا سلسلة نسبية، لأن ممارساتها في الواقع كانت رياضية - عسكرية (الفروسية). وكان الفرنسيون يتصيدون أتباعها لخوفهم منها، ولعلهم كانوا يخشون أن تستغلها بعض الطرق الصوفية الغاضبة.

[الناصرية]

نقصد هنا فرع الناصرية بالخنقة (خنقة سيدي ناجي). وهي ترجع إلى مرابط قديم اسمه سيدي ناجي، وكانت لها زاوية ومسجد بالخنقة، وازدهرت في القرن ١٨ م ونشرت التعليم، كما ذكرنا في غير هذا، وفي العهد الفرنسي نافستها الرحمانية، ودخل رجالها الوظيف الإداري الرسمي فضعف نفوذها الروحي والتعليمي، ومنها عائلة ابن حسين (٢). وعن موقفها السياسي انظر ما كتبه أحد أفراد هذه العائلة في جزء لاحق من الكتاب.

[طرق أخرى]

هناك طرق عديدة ظهرت في المشرق ولم تؤسس لها فروعا في الجزائر، وكان من المفروض أن لا نذكرها، ولكن رأينا التنبيه على صلة بعضها بطرق معروفة في الجزائر، فالسهروردية ليس لها أتباع في الجزائر ولكنها تتصل بالرحمانية وبالشاذلية، وهم يأخذون عن الشيخ أبي نجيب ضياء


(١) رين، مرجع سابق، ص ١٢٦.
(٢) فيرناند فيليب (مراحل صحراوية). ١٨٨٠، ص ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>