للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رحلة الشيخ العباس]

عندما اشتدت الثورة واختلط الأمر على القادة والسياسيين بالنسبة لاتخاذ المواقف كان على جمعية العلماء أيضا أن تتشاور وأن تنتهي إلى قرار، فأرسلت الشيخ العباس بن الشيخ الحسين الرجل الفقيه والسياسي فيها تحت غطاء الحج يحمل إلى الشيخ الإبراهيمي بعض التفاصيل عن الوضع في الجزائر، وليرجع منه برأي بصفته رئيسا لها، كان الشيخ العباس، معروفا بالجمع بين عضوية الجمعية والتعاطف مع حزب الشعب وأنه رجل زاوية ودهاء سياسي، وقد نشرت البصائر خبرا مختصرا عن عودته إلى الجزائر ومقابلته لرئيس الجمعية في القاهرة ولقائه بالشيخ الورتلاني في بيروت التي كان منفيا إليها لصلته بالإخوان المسلمين، كما سبق، وقابل الشيخ العباس أيضا البعثة الطلابية في مصر واسمتع إلى شكواها مما حصل بينها وبين الشيخ الإبراهيمي، ومن سوء تفاهم وشد وجذب بين مكتب الجمعية (بقيادة الإبراهيمي) ومكتب المغرب العربي (بقيادة خيضر) (١).

ومما يذكر أن الشيخ العباس رجع إلى القاهرة في نفس السنة وانضم إلى الوفد الخارجي لجبهة التحرير، وسافر إلى السودان والسعودية وغيرهما لأداء مهمات وطنية، وكان من النشطين المخلصين للقضية، وقد زارني في بيتي في المعادي، والتقينا عدة مرات في القاهرة.

[رحلة المختار اسكندر]

محمد مختار اسكندر من مواليد المدية سنة ١٩٢٣، وله رحلة سماها (رحلة إلى الشرق أو ثلاثين يوما في الحرية)، وسبب سفره إلى سورية حضوره لمؤتمر كشفي عربي، وقد سجل في رحلته انطباعه وقال إنه يعتبرها وثيقة هامة، وهي ما تزال مكتوبة بقلم الرصاص، ولم يدخل عليها أي تغيير، كما قال، كان


(١) البصائر ٣٥٥، ٢٤ فبراير ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>