للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مركز فرقته، وطلب من ممدوح أباظة - عميد المعهد العالي للتمثيل - أن يسمح لهم بحضور المحاضرات التي كانت تلقى على الرجال والنساء، انتقد الباهي فضلاء نظام المعهد، ذلك أنهم كانوا يعتقدون أن المعهد مثل الكونسرفتوار الفرنسي، فثبت له أنه لا مقارنة بين الاثنين، ولكنه استثنى من هذا الحكم القاسي بعض الأساتذة المحافظين في نظره، على قيمة الفن في مصر مثل جورج أبيض وأحمد البدوي وأحمد علام وفتوح نشاطي وعبد الرحيم الزرقاني، ولاحظ أيضا أن مستوى الدروس غير رفيع وأن الطلبة يتغيبون عن الدروس، وأن شروط الالتحاق بالمعهد صعبة، وقد أفهمهم جورج أبيض أن الفنانين (شيوخ الفن) قد انصرفوا عنه إلى المادة، وجلس معهم طويلا وشرح لهم سبب تخليه عن إدارة الفرقة المصرية (لأن الفن في مصر يحتضر) ... وحضر ثلاثة منهم (الباهي وكشرود ونظيرة) تمثيل رواية (عطيل) ورحب بهم أحمد البدوي المشرف على التمثيل.

ومن الذين قابلوهم أيضا زكي طليمات الذي نصحهم بالرجوع إلى وطنهم والعمل فيه لأن المعهد العالي لا يفيدهم في شيء، ويبدو واضحا أن أفراد الرحلة كانوا ربما يسعون إلى التسجيل في الدراسة في المعهد المذكور ولكنهم وجدوا الشروط غير متوفرة، كذلك قابلوا المخرج صلاح أبو سيف وسعوا لديه إلى المشاركة في بعض الأفلام فرحب بالفكرة ولكنه اشترط عليهم ضمان بيع فيلمه في شمال إفريقيا، وبعد ذلك رجع الفنانون (المغامرون) إلى الجزائر خائبين من شروط صلاح أبو سيف ومن هبوط الفن، واكتفوا بآراء الفنانين الناقمين على الوضع الفني في مصر، وقد اتضح لهم أنهم كانوا يبنون آمالهم على الرمال (١).


(١) هنا الجزائر ٣٦، يونيو ١٩٥٥، من الممكن أن نضيف إلى هذا النوع من الرحلات رحلة محيي الدين باش تارزي إلى تونس والقاهرة وسوريا سنة ١٩٥٥ - ١٩٥٦، أنظر فصل المسرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>