للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث شوقي لكم في شرحه طول ... يا جيرة رحلوا والجسم معلول

وقال يمازحه:

فلولا جمالك يا زينب ... لما انجاب من أفقنا غيهب ولعل مما يدخل في هذا الباب، مدح حسين خوجة الشريف باشا لأحمد البوني. فقد نسبت قصيدة إلى البوني في الباشا أجابه عليها الباشا بقصيدة أيضا، ونعتقد أن الباشا لم يكن شاعرا وإنما كتبها أحد الشعراء على لسانه.

ثبت الجمال لبونة بجليلها ... وترنحت أرجاؤها بالسؤدد

ابني تميم جدتم بتميمكم ... فتمامكم في ذا التميم الأمجد (١)

و (بقاسم) فازت بحظ وافر ... سعدت به رغما لأنف الملحد و (بأحمد) الجد الإمام تجددت ... صفحات مجد سيد عن سيد

ملك السيادة واقتفى آثار من ... لهم العلا أهل المقام الأسعد (٢)

وتنسب إلى محمد القوجيلي عدة قصائد في المزاح ونحوه. من ذلك الشعر الذي تبادله مع الأديب التونسي محمد بن عثمان ضاي، وذلك الذي تبادله أيضا مع الشريف السوسي حول السماع (الموسيقى)، والقصيدة التي قالها ممتعضا من دخول غير الفصحاء على الفصحاء (٣).

[المدح والفخر]

وإذا كان الشعر الاجتماعي في جملته محدود الأغراض في العهد العثماني للظروف التي شرحناها، فإن العلاقات الشخصية ظلت تلعب دورا هاما في تحريك القرائح والتعبير عن ذللث بشعر جيد أحيانا، وقد كثرت الأشعار بين إخوان العلماء والأدباء معبرين بها عن حالات النفس من شكوى


(١) تنسب أسرة البوني نفسها لبني تميم العربية، ومن ثمة هذا التلاعب بالألفاظ.
(٢) المكتبة الوطنية - الجزائر، رقم ١٨٤٧ مجموع، والقصيدة طويلة، وقاسم هو والد أحمد البوني، وكان من أهل التصوف.
(٣) (ديوان ابن علي) مخطوط. وكذلك (مختارات مجهولة).

<<  <  ج: ص:  >  >>