وطموح وفخر، وعن التلطف والإطراء والتنويه. ولعلماء وأدباء الجزائر علاقات كثيرة مع بعضهم ومع علماء وأدباء المشرق والمغرب، وسوف لا نأتي على تفاصيل كل العلاقات وملابساتها، وحسبنا هنا الإشارة إلى عدد من الحالات التي تكشف عما كنا نقول.
فهذا العياشي المغربي يمدح شيخه عيسى الثعالبي بقصيدة طيبة اللفظ والمعنى مطلعها:
إذا غالبتك النائبات فغالب ... بفخر فحول العلم عيسى الثعالبي
فيرد عليه الثعالبي بقصيدة من بحرها وقافيتها ولكن أقل منها حجما،
أتت تتهادى في مروط ملاحة ... تجررها تيها على كل كاعب
وتأنف إذ كانت يتيمة دهرها ... جمالا بديعا عن إجابة خاطب
وبعد هذه المقدمة الغزلية التي لا علاقة لها بالعياشي ولا بالثعالبي المحدث والعالم الشهير قال:
فيا روح آداب وشخص فضائل ... وناظر أحداق الذكاء لطالب
جزيت بما أسديت أفضل منحة ... وبلغت من رغباك أسنى المطالب (١)
وكان يمكن للثعالبي أن يكون من أبرز الشعراء لو كرس حياته للشعر،
فنفسه هنا يدل على ملكة قوية في بحور الخليل.
وكان لقاء العياشي بشيخه الثعالبي في مصر ثم في الحجاز، أما لقاء عبد السلام القادري المغربي ومحمد بن أحمد القسنطيني المعروف بالكمال، فقد كان بالمغرب، وقد تبادل الرجلان المدح والثناء والإشادة بالعلم وأهله، فقد قرأ القادري على شيخه القسنطيني وأعجب به، فأرسل إليه قصيدة ينوه بفضله جاء فيها: