للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتذكر إحصاءات ١٨٨٢ أنه ١، ٠٦٢ إخوانيا، وخمس عشرة زاوية، وكلهم في إقليم قسنطينة (١). وأما إحصاء ١٨٩٧ فيذكر لها ٦، ٤٣٥ من الإخوان، وهذه زيادة معتبرة خلال خمسة عشر عاما إذا نظرنا إلى الزيادات في عدد الطرق الأخرى، أما التأثير والتوسع فيظهر في عدد الزوايا والشيوخ، وهو: ٢٦ زاوية، و ٤٦ مقدما، وشيخ واحد، وثلاثة وكلاء، و ٣٦ خليفة، إضافة إلى عدد من الفقراء (٥، ٧٧٤) والشواش والطلبة، ومن بين أتباعه بعض النسوة (٢٢ امرأة) (٢).

وهكذا تتطور الطرق، وتتحول إلى أداة في خدمة السلطات الاستعمارية، على يد أناس مجهولي الهوية أو مغامرين، مستغلين اسم طريقة من أقدم الطرق، وهي القادرية، واسم شيخ أو مرابط يحترم الناس ذكراه وهو الشيخ عمار بوسنة.

[الطريقة الشاذلية]

لم نتوسع في حياة الشيخ أبي الحسن الشاذلي ولا في فروع طريقته، في الجزء الأول من هذا الكتاب، وكان الواجب أن نفعل ذلك، ونود الآن أن نستدرك ذلك بعض الشيء، فالشاذلية ترجع إلى المشيشية وهذه إلى المدينية، وهذه ترجع إلى القادرية التي ترجع بدورها إلى طريقة الجنيد، كيف ذلك؟ يعتبر شعيب بن حسين الأندلسي، المعروف أبو مدين، دفين تلمسان، هو مؤسس مدرسة التصوف السني نقلا عن الشيخين عبد القادر الجيلاني وأبي القاسم الجنيد، وهو الذي نشر هاتين الطريقتين في بلاد المغرب والأندلس، وقد ولد أبو مدين بإشبيلية سنة ٥٠٠ هـ وعاش ٩٤ سنة بعضها بالأندلس وبعضها في فاس وتلمسان وبجاية، كما عاش في المشرق.


(١) رين، مرجع سابق، ص ١١٨ - ١١٩.
(٢) ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٣٥٦ - ٣٦٦، عن وفاته يقول هذا المصدر إنها وقعت أثناء طبع الكتاب (١٨٩٧) ولذلك نرجح هذا التاريخ، انظرص ٣٦٥، هامش ١، وذكر المصدر أنه كان عندئذ عاجزا وأنه شبح فقط، وعاش ١١٠ سنوات،

<<  <  ج: ص:  >  >>