للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معارض أخرى]

أثناء حرب التحرير أسهم الأطفال أيضا في فن الرسم، من ذلك إقامة معرض لرسومات الأطفال التي كانت كلها تقريبا تعبر عن الحرب التي عاشوها، فقد طلب منهم أن يرسموا ما يخطر ببالهم فرسموا الطائرات المحترقة والمنازل المهدمة، كما رسموا مختلف أنواع الأسلحة المستعملة كالرشاشات والبنادق والمدافع والدبابات والعلم الوطني على هامة الجبال، والجندي وهو يحمل رشاشا، فكانت الحصيلة ثلاثة وثلاثين صورة (٣٣)، إحدى وثلاثون منها عن حالة الحرب، وهناك صورة تجمع الأطفال وهم يتلقون درسا في ورشة، بينما أحدهم كان مصابا بالرصاص (١).

ومن جهة أخرى استمرت فيلا عبد اللطيف مفتوحة للعمل إلى حوالي ١٩٦٠، وقد تعاقب على نشاطها ومعارضها عدد من الفنانين الجزائريين، منهم حسن بن عبورة ومحمد بوزيد اللذان حصلا على جوائر فنية كبيرة كما أشرنا، كما أن إدارة الفنون الجميلة التابعة لوزارة الجزائر قد نظمت، ربيع ١٩٥٨، معرضا في قاعة (بورد) يدعى معرض الجوائز الكبرى، وتحدث المتكلم باسمها عن مرور ثلاثين سنة على إنتاج (مدرسة الجزائر)، ومن جهة أخرى نشير إلى أن ابن عبورة قد استفاد من جداريات رينيه فاما Famin، وهي عبارة عن أروقة المنارة الواقعة اليوم في شارع مراد ديدوش بالعاصمة، وكانت هذه الأروقة تستقبل الفنانين والأدباء أمثال ألبير كامو وجان سيناك (٢).

أنشئت المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في نوفمبر ١٨٨١، وخصص لها في البداية مسجد مهجور - كما قيل - في حي البحرية، بشارع القناصل في القصبة، أما مدير المدرسة فكان العقيد ليون كوفيه L.Cauvy الذي قضى في المدرسة سنوات طويلة (١٩٠٩ - ١٩٣٣)، ثم أنشئت مدرسة جديدة في شارع


(١) المجاهد ٤٤، ١٤ يونيو ١٩٥٨.
(٢) مدينة الجزائر ورساموها، ص ٢٤٣ - ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>