للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم قليلون .. بل قليلهم كثير، وواحد منهم كألف .. (١).

[وضع المرأة]

أخذ الحديث عن المرأة في المجتمع الجزائري حيزا كبيرا، في المناقشات والكتابات أثناء العهد الفرنسي (٢). كان الجهل بالتقاليد الاجتماعية والتعاليم الإسلامية قد أدى إلى تفسيرات عديدة لوضعها. منهم من تأسف على حالها ومنهم من وصف شقاءها. ومعظم الكتابات ترجع ما آل إليه أمر المرأة إلى تعاليم الإسلام للطعن فيها. والمرأة في نظرهم قدرية غارقة في الخرافات، ومستسلمة راضية بحكم القضاء عليها. وهي ضحية التخلف والأمية، وهي لعبة الرجل الذي كان يشتريها يقوده كما يشتري البهائم والبضائع، وهي في نظرهم ضحية الدين الإسلامي القاسي الذي جعل الرجل قواما على المرأة وأباح تعدد الزوجات وجعل الطلاق بيد الرجل وحده وفرض الحجاب والعفاف. والمرأة العربية المسلمة عندهم نمط واحد في المدينة والريف، إنها آلة نسل وخادمة بيت وحاضنة أطفال وجالبة حطب وماء. وهي محرومة من كل النعم في الحياة الدنيا، فلا أفراح ولا مراقص ولا ملتقيات اجتماعية. إن شباب المرأة يذوي بسرعة ويداهمها الهرم وهي في الأربعين من عمرها فتترهل وتموت قبل الأوان. إن المجتمع الجزائري مجتمع رجالي ليس فيه دور للنساء.

وانطلاقا من هذه الصورة عن المرأة جاءت المحاولات لإنقاذها. بدأت المحاولات بقناعة أنه لا يمكن تغيير أي مجتمع إلا بتغيير حال المرأة فيه، والدخول إلى عقلها وعاطفتها وذوقها. ولا يكفي وصف الرجال الأوروبيين لوضع المرأة العربية المسلمة بل لا بد من إرسال النساء الأوروبيات إليها


(١) أبو يعلى الزواوي (جماعة المسلمين)، ١٩٤٧، ص ٥١ - ٥٥.
(٢) انظر فصل السلك الديني والقضائي وفصول التعليم من هذا الكتاب، وكذلك الحركة الوطية، ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>