وفي سنة ١٩٤٧ قسم الشيخ أبو يعلى الزواوي أصناف المتعلمين الجزائريين إلى الفئات التالية:
١ - قسم يحسن الفرنسية كما ينبغي، فهم دكاترة ومحامون ومترجمون ... فهم يجهلون العربية تمام الجهل، ويجهلون أحكام الإسلام وقواعده، فهم مسلمون بالاسم فقط. و (الحمد لله، إنهم قليلون).
٢ - قسم متعلم تعلما بسيطا قليلا، صاروا صالحين للجندية، وتعاطوا الأشغال العمومية، فهؤلاء يؤلفون الأكثرية، وأكثرهم فقراء، فلا هم مسلمون بتعاليم الإسلام وإجراء أحكامه عليهم ... حرموا تماما من التعاليم العربية الإسلامية، أميون ... إلا أنهم عرب مسلمون مظلومون مغلوبون مقهورون ينتظرون الفرج، ويدعون الله بواسطة الأولياء الصلحاء الأموات لا الأحياء، وأحوالهم وأعمالهم وجميع تصرفاتهم مما يحزن أهل العلم والمعرفة ... وأبناء هذا القسم أخذتهم الحكومة الاستعمارية فعلمتهم اللغة الفرنسية حتى أصبحوا فرنسيين ... وإذا أتموا الجندية (الخدمة العسكرية المفروضة) ... انتقلوا إلى الاستخدام عند المستعمرين. ومنذ الحرب (العالمية) الأولى إلى هذه (العالمية الثانية) صاروا يتوجهون إلى فرنسا ويتركون البقية الباقية من أراضيهم بورا بلا خدمة ... فصار هذا القسم من المعذبين المهلكين، ومع الجهل المطبق والعقائد الفاسدة والتصرفات السفهية التي تستلزم التحجير، فيالله! وقال الشيخ أبو يعلى إن عدد هذا القسم يمثل الأغلبية الساحقة، ٩٠% من الجزائريين.
٣ - قسم من الأعيان والأغنياء، فهم بما لديهم فرحون متمتعون في قصورهم وضياعهم، وعنايتهم بالراحة وحسن اللباس ورغد العيش. وليس هناك مقارنة بين ما يفعله وينتجه هؤلاء الأعيان الأغنياء وبين أمثالهم من الأعيان الأغنياء الفرنسيين (الفرنجة، حسب تعبيره).
٤ - أما القسم الأخير فهو قسم العلماء وطلبة العلم، وأكثرهم فقراء،