للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مزج أحيانا مقالته بأبيات من عنده. ومن ذلك مقالته (لماذا ابتليت الأخلاق بالخيبة والإخفاق؟) (١) وفي الثلاثينات هاجر أحمد رضا حوحو إلى الحجاز ولكنه لم ينقطع عن الحركة الأدبية في الجزائر. فكان يساهم بمجلة المنهل بالحجاز، ويراسل البصائر أحيانا (٢). وقد دلت كتاباته التي نشرت أخيرا على أنه كان دائم الصلة بوطنه وبالإنتاج الأدبي فيه. ولكن مساهمته الكبيرة ستكون بعد ١٩٤٧، فى المقالة والقصة. أما الإبراهيمى فسنفرد له حديثا قصيرا بعد حين.

[الأسلوب من عاشور الخنقي إلى الإبراهيمي]

تحاصر الإيراهيمي مع عاشور الخنقي فترة من الزمن ولكن عاشور أكبر منه سنا، وقد توفي في أغلب الظن خلال الثلاثينات. وفي الوقت الذي كانت فيه شهرة الخنقي ذائعة بسبب مسألة الأشراف كان الإبراهيمي تلميذا في زاوية ابن علي الشريف بآقبو، أو مراهقا في معاهد سطيف. ولم يكن (منار الإشراف) قد طبع عندما هاجر الإبراهيمي إلى الحجاز، سنة ١٩١٠ (٣)، ولكن قصائد عاشور وقصته مع ابن مهنة واعتقاله ونفيه كلها كانت معروفة عند المتعلمين والمتأدبين، أمثال الإبراهيمي ولا سيما في دوائر الزوايا حيث مسألة الشرف كانت مسألة حساسة. كما أن زاوية الهامل كان لها ضلع في دفع عاشور إلى الدفاع عن الأشراف، وقد أقر عاشور نفسه بذلك. وكانت عائلة ابن علي الشريف ممن يهمها الأمر أيضا لأنها تقول إنها من الأشراف.


(١) البصائر ٢١ يناير ١٩٣٨. وقد قدم هذه المقالة مبارك الميلي الذي كان رئيس تحرير الجريدة وجعلها افتتاحية. وضمنها ١٣ بيتا من الشعر.
(٢) البصائر ١٧ سبتمبر ١٩٣٧. انظر أيضا صالح خرفي (أحمد رضا حوحو في الحجاز) دار الغرب الإسلامي، بيروت، ١٩٩٢.
(٣) الشائع أن الإبراهيمي هاجر سنة ١٩١٠، ولكننا وجدنا أن التاريخ هو ١٩١١، كما جاء في الجزء الخامس من آثاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>