للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصوله. ولا شك أن الجلالي كان يلح بذلك إلى من يسمون بالنخبة لأنهم حبذوا الاندماج في الفرنسيين ونسوا وطنهم. ولذلك قال الجلالي عن الفرقد إنه (برمحه العريي وسنانه الفرنسوي (يعني أنه كان مزدوج اللغة) جاء طليعة لكتائب النصر الحقيقي ... بقلمه العربي والفرنسوي). وقد وصفه بالشاب الأديب، وجاء بصورته ووعد بإيراد ترجمة وافية له في أعداد لاحقة. وقال إن الفرقد كان من نجباء ميزاب الذين أخذوا العلوم العربية في تونس (١). ونحن نعلم أن الفرقد طبع كتيبا صغيرا بعنوان (كتاب الفرقد) ونفدت طبعته في مدة قصيرة، ولتوارد الطلب عليه من الشباب أعيد طبعه (ترويجا للأدب واللغة العربية الشريفة والفكرة الحرة ومبادئ الوطنية الصادقة) (٢). ولكن سليمان بن يحيى قد واجه صعوبات في حياته أثرت على قلمه وهدت من جسمه.

وقد عرفت المقالة الأدبية أيضا تطورا آخر على يد حمزة بوكوشة، وأحمد رضا حوحو، ثم الابراهيمي .. وليس بوسعنا تتبع إنتاج هؤلاء جميعا. لقد ساهم بوكوشة في الجرائد المعاصرة تم أنشأ جريدة باسم (المغرب العربي) في وهران. وكانت دراسته بتونس ومعاصرته لحركة التجديد الأدبي، بما فيها الحركة الرومانتيكية، قد أثرت على أسلوبه، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعرا رقيقا، ولكنه كان مرتبطا بالحركة الإصلاحية. فجاءت مقالاته تصب في هذا التيار. ومثله في ذلك محمد العيد الذي يعرفه الناس شاعرا فقط، ومع ذلك نجد له فى صدى الصحراء والبصائر بعض المقالات القصيرة.


(١) الجلالي، مرجع سابق، ص ١٤٣ - ١٤٤. ترجم له أيضا محمد ناصر في (المقالة الصحفية الجزائرية) ٢/ الملحق. انظر عن الفرقد، محمد ناصر: (أبو اليقظان وجهاد الكلمة)، ١٩٨٠، ص ٢١٥. وكان للفرقد دور بارز في التعاون مع الشيخ أبي اليقظان.
(٢) البصائر، ١٦ ديسمبر ١٩٣٨. والإعلان كان عن ط. ٢ من (كتاب الفرقد). وقالت البصائر عن هذا الكتاب إنه (رسالة فيما يقارب المائة صفحة تشتمل على مقالات نشرت في ظروف مختلفة لكاتبها الأديب المقدام). انظر البصائر ٢٥ مارس، ١٩٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>