للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لجنة الاحتفال المئوي بالاحتلال]

إذا كان مشروع لجنة الاكتشاف العلمي للجزائر قد جرى تنفيذه على يد العسكريين غالبا وكان في ظروف سياسية وعسكرية لا تسمح لأعضاء اللجنة بالمسح الشامل لبحوثهم، فإن لجنة الاحتفال بمرور مائة سنة على الاحتلال قد أتيح لها ظرف أكثر مناسبة للبحث والدراسة. ذلك أن أساتذة جامعة الجزائر هذه المرة هم الذين تولوا التأليف والبحث، كما أن الظرف مختلف تماما عن أربعينيات القرن الماضي. كان الاحتلال في العشرينات من هذا القرن في أوج سطوته (والسلام الفرنسي) يسود الجزائر. وقد سارت البحوث العلمية خلال قرن نحو التوسع والتعمق مما ساعد لجنة الاحتفال على التصدي لمشروعها بخطى ثابتة واستكمال ما لم ينجز من مشروع لجنة الاكتشاف العلمي ومواصلة نفس المشروع برؤية جديدة ووسائل حديثة (١).

منذ ١٩٢٥ نصب الحاكم العام عندئذ، موريس فيوليت، لجنة النشر للاحتفال المئوي برئاسة رئيس جامعة الجزائر، شارل تيار، صاحب كتاب (الجزائر في الأدب الفرنسي). وقد حدد لهذه اللجنة عمل هام وواسع يتضمن أيضا إنشاء الإذاعة الجزائرية وإقامة النصب التذكارية، وإنشاء قاعة للفنون الجميلة، وهي التي أصبحت فيما بعد تدعى قاعة بيير بورد (ابن خلدون حاليا)، وإنشاء المدارس والورشات الخاصة بالفنون التقليدية .. وأخيرا. نشر الأعمال والبحوث. وكان إنجاز هذه المهمة يتم بطريقتين، الأولى تعميم المعرفة على الرأي العام الفرنسي حول الجزائر، والثانية وضع المعرفة أمام جمهور محدد من الباحثين والكتاب والعلماء حول الجزائر أيضا. ونلاحظ أن جمهور الشعب الجزائري العربي المسلم كان غائبا في مشروع هذه اللجنة كما كان غائبا في مشروع لجنة الاكتشاف العلمي. ومهما كان الأمر فإن مهمة (لجنة النشر) كانت مركزة على خدمة ذلك الجمهور (الفرنسي والأجنبي) المحدود من العلماء والباحثين.


(١) عن جامعة الجزائر انظر فصل التعليم الفرنسي والمزدوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>