للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر فإن هذه القصيدة قد أدركتها موجة الشرح التي سادت العصر فتصدى لها محمد الصباغ القلعي في القرن العاشر بشرح سنعرض إليه سماه (شفاء الغليل والفؤاد في شرح النظم الشهير بالمراد) (١).

٧ - محمد الفراوسني والمرائي الصوفية:

وهناك نوع آخر من الإنتاج الصوفي يسمونه المرائي، وهو أن يقص المتصوف رؤياه في شكل دراسة لتجربته النفسية وهو في حالة غيبة وليس في حالة حضور. وموضوع الرؤيا عادة ديني كأن يرى النائم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتدور بينهما أحاديث أو يقول الرسول للنائم كلاما يوجهه به أو ينهاه عن فعل شيء أو يثبته على ما هو فيه أو يعده بشيء أو نحو ذلك. وقد كثرت هذه المرائي للنبي من الصالحين والأولياء وغيرهم فما يكون من المتصوف إلا أن ينهض ويكتب رؤياه في قصاصات ويقصها في شكل كتاب أو رسالة. وقد نسبت إلى عبد الرحمن الثعالبي رؤى بعضها صحيح قصها بنفسه وبعضها منسوبة إليه من بعض المتأخرين (٢).

ولدينا كتاب ألفه محمد بن عبد الله الفراوسني الزواوي البجائي (٣).

خلال القرن التاسع ضمنه مائة وتسع رؤى وسماه (تحفة الناظر ونزهة المناظر) (٤). وقبل أن نتحدث عن هذا الكتاب نود أن نعرف قليلا عن حياة صاحبه. والواقع أن معلوماتنا عنه الآن ضئيلة. وكل ما يمكن معرفته هو ما


(١) ليس من المستبعد أن تكون القصيدة من نظم شخص آخر لأن المعروف عن التازي أنه، كأستاذه الهواري لم يكن قوي الثقافة بينما هذا النظم قوي نسبيا. ويوجد من شرح الصباغ نسخ منها في المكتبة الوطنية بالجزائر رقم ١٨٥٦ و ١٨٥٧.
(٢) انظر رسالة الثعالبي في الجهاد في كتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) ج ١.
(٣) في بروكلمان ٢/ ٣٦٥ أنه أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر الزواوي النجار البجائي.
(٤) اطلعنا على نسختين من هذا الكتاب بالخزانة العامة بالرباط ك ١٩٠٧ وك ٦٢١ ومنه أيضا عدة نسخ في المكتبة الملكية بالرباط والقاهرة. انظر أيضا بروكلمان ٢/ ٣٦٧. كما توجد منه نسخة اطلعت عليها واستفدت منها في مكتبة زاوية طولقة (الجزائر). وفي القرن الحادي عشر نقل عنه أيضا محمد بن سليمان في (كعبة الطائفين).

<<  <  ج: ص:  >  >>