صحفا أو نشرات سياسية أو مكاتب إعلامية في الخارج، أو إذاعة أو غيرها من الوسائل.
ومما يذكر أن المصالح الفرنسية قد عمدت إلى تزييف المجاهد كجزء من الحرب ضد الثورة، وقد وزعتها في الخارج، وفي الجزائر أيضا، بهدف عزل الشعب عن الجبهة، وأخبرت (المجاهد) أن جريدة (الطليعة) المغربية قد نددت بهذا العمل المشين وطالبت بالتحقيق في النشاط الفرنسي في المغرب (١).
ومهما كان الأمر فإن المجاهد أصبحت مدرسة في الصحافة الوطنية زمن الثورة، فقد تابعت تطور كفاح الجزائر عبر السنوات الصعبة وتعاملت مع الإعلام الصديق والعدو وأوضحت مواقف الثورة في مدها وجزرها وفي تعرجاتها داخليا وخارجيا، وشهدت تطورا أيضا في الفن الصحفي عن طريق الممارسة والتجربة، وقاومت الدعاية الفرنسية المضادة بنجاح سيما أثناء سوء التفاهم أو حتى الأزمات مع الجيران والأشقاء، أو حرب الإيديولوجيات، أو سير المفاوضات السرية والعلنية.
[النشرات الداخلية]
بالإضافة إلى الصحافة لجأت الجبهة إلى إصدار نشرات ولائية للإعلام المحلي، ولم تكن النشرات في مستوى واحد من الجودة والانتشار، فقد صدرت في المنطقة الأولى (الأوراس) صحيفة بالفرنسية باسم (الوطن) سنة ١٩٥٥ مطبوعة على الرونيو، وكانت تحتوي على أخبار الولاية والرد على الصحف الأجنبية، كما نشرت المناطق الأخرى نشرات خاصة، فصدرت عن المنطقة الثالثة نشرة (الجبل) وربما هي صوت الجبل، وعن المنطقة الرابعة نشرة (حرب العصابات)، وقد بلغ عدد النشرات خمسا، وكانت كلها نصف شهرية، وكانت المناطق (الولايات فيما بعد) تتبادل الأخبار عن طريق اللاسلكي.