سوستيل للجزائريين، فهو جهاز إعلامي جديد وخطير - لقد تحدث أحدهم
(يونس فرحات؟) عن أن من برامج التلفزيون: الجريدة المصورة والأفلام والرياضة والحصص الموسيقية والاستطلاعات ومطالعات الكتب ومعارض الطيران والسيارات. هذا عن برامج التلفزيون العامة، أما برامجه باللغة العربية فبعضها إخباري وعلمي وبعضها فني وأدبي، فهناك جريدة العالم التي تبرز أهم الحوادث، وهناك تقديم الكتاب والشعراء الغربيين والشرقيين مثل لامرتين وقصيدته البحيرة، وملاحظات فرومنتان عن مناظر الجزائر، ونظرات على قصص مولود فرعون، وإذا صدقنا المعلومات الواردة في هذا المقال فإن هذه البرامج الأدبية كانت تخدم الأدب الفرنسي ولا علاقة لها بالأدب الجزائري أو العربي ولا التاريخ الإسلامي حتى فيما يترجم أو يقدم أحيانا على أنه نتاج عربي حديث، والملاحظ أن من بين الأسماء التي وردت مع صور أصحابها في التلفزيون: يحيى الضيف، وسعيد حايف، والطيب أبو الحسن (١).
[التلفزيون والسينما]
هذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة كان التنافس عليها شديدا بين الجزائريين والفرنسيين (أنظر بحث حرب الكلمات)، فقد كانت لا تكتفي بنشر الخبر بل تقدم الفيلم والتحقيق والصورة وغيرها، فبالإضافة إلى أصوات الجزائر المنطلقة من الجزائر والقاهرة وتونس والرباط ودمشق ... أنشأت الحكومة المؤقتة مصالح خاصة بالسينما والمسرح والرياضة ونحوها، وقد أرسلت الحكومة بعض الشباب ليتكونوا في ميدان السينما في الدول الاشتراكية مثل محمد الأخضر حمينة وعلي يحيى اللذين أرسلا إلى تشكوسلوفاكيا، كما أرسل عدد آخر إلى
(١) هنا الجزائر ٧٣، فبراير ١٩٥٩، ص ١ - ٢، ومما يذكر أن مدير التلفزيون عندئذ هو المهندس مالان، وفي فبراير ١٩٦٠ تولى جان أودينو الذي انتقل إلى الجزائر من باريس حيث كان مسؤولا على إذاعة ما وراء البحار، هنا الجزائر ٨٦، أبريل ١٩٦٠.