للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أعلن بهذه المناسبة بأن يكون عهد التلفزيون في الجزائر عهدا يعود فيه التفاهم والوئام والسلام للجزائر (١).

فهو يبحث في دور الإذاعة والتلفزيون خلال الثورة في فرنسا، وفيه بحثان أحدهما كيف تستمع جبهة التحرير للإذاعة، ص ص ١٠٩ - ١١٣، والثاني الإخراج في الجزائر، ص ص ٢٢٥ - ٢٣٥.

تولى جاك سوستيل حاكم الجزائر السابق، وزارة الأخبار في حكومة ديجول الجديدة، وبهذه الصفة جاء إلى الجزائر ليفتتح فيها دار الإذاعة والتلفزيون في ١٩ سبتمبر ١٩٥٨ على إثر محاولة اغتياله في باريس، وبعد شكر مستقبليه قال إن الاستوديوهات والمؤسسات والمكاتب والآلات والأجهزة ... تشكل مجموعة نادرة في إفريقيا وإن فرنسا تستطيع أن تقوم في هذه البلاد بهذه الإنجازات التي تسمو بالإنسان إلى المراتب العليا من الرقي والتمدن، وهو الأمر الذي يدعو إلى التقدم والرجاء والتفاؤل، ثم كرر نفس العبارات تقريبا بعد توجهه إلى مدينة بشار لتدشين محطة تزود الصحراء وإفريقيا بالأخبار وتحمل إليها في نظره رسالة الرقي والسلام والوئام (٢).

وهذه اللغة الحضارية في ظاهرها تعبر عن نظرة سوستيل أستاذ الفلسفة في عصر الاستعمار الآفل، فالرجل كان يتحدث عن التفاؤل والرقي والتقدم والسلام والوئام على يد فرنسا التي لطخت ثوبها بدم الشعوب المستعمرة، فكيف يوفق سوستيل بين ما جاء به من أجهزة ومعدات تلفزيونية لبث الحضارة وبين ما يقوم به الجيش الفرنسي في هذه البلاد (الجزائر)؟

وبدخول التلفزيون عامه الثالث في الجزائر تطورت برامجه وتنوعت وتكاثرت، وكان بالطبع جهازا فرنسيا لتلميع صورة فرنسا طبقا لما صرح به.


(١) هنا الجزائر ٥١، ديسمبر ١٩٥٦، ص ١، انظر أيضا , de Bussierre, Michèle et AL., Radios et Télévision au temps des évènements d Algérie ١٩٥٤ - ١٩٦٢.
(٢) تقرير عن الزيارة بالصور في هنا الجزائر ٦٩، أكتوبر ١٩٥٨، ص ١٤ - ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>