للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنه متعلم بما فيه الكفاية، ولكنه كان قليل الاهتمام بوظيفة التدريس بالجامع. وكان له درس عام وآخر خاص، ولكن لا تأثير له. وقد جاء في تقرير آخر (سنة ١٩١١) أن عدد الحضور في الدرس العام ثمانية فقط (١). ومع ذلك فقد بقي السيد مطاهري في هذه الوظيفة التي لا يرغب فيها عدة سنوات. ولم تخلصه منها، فيما يبدو، إلا الحرب، إذ جاء في تقرير سنة ١٩١٥ أن السيد مطاهري قد استدعى للخدمة العسكرية وأن مكانه أصبح شاغرا (٢).

٧ - بو سعادة: تأسست مراكز جديدة للتدريس في ولاية الجزائر القديمة في غير المراكز العشرة المذكورة سابقا. ومن هذه المراكز بو سعادة. فقد وجدنا في تقرير سنة ١٩١١ أن المدرس هناك هو الشيخ عبد القادر بن الحاج، الذي سمى مدرسا في ٢٤ يوليو ١٩٥٥، وكان راتبه ٧٢٠ ف سنويا. وكان الشيخ ابن الحاج يلقي درسه في الجامع. وكان عدد الحاضرين يوم التفتيش ثمانية فقط، من بينهم أحد أبناء الشيخ. وكان ابن الحاج يدرس التوحيد والأدب والبلاغة والحساب والنحو والمنطق والفقه. ومن الواضح أن هذه المواد لا يشملها كلها البرنامج الذي عينته السلطات للمدرسين وعممته (٣).

[مدرسو المساجد في إقليم وهران]

من أشهر مدن العلم في ولاية وهران خلال العهد الفرنسي الأول (ما قبل تنظيم التعليم في المساجد رسميا) هي تلمسان ومعسكر ومازونة. وشيئا فشيئا لحقت مستغانم ووهران الخ. وقد أصاب مساجد هذه المدن ما أصاب مساجد العاصمة، بل ربما أكثر، نتيجة المقاومة العنيدة في الناحية، وأصيبت


(١) تشير التقارير في أغلب الأحيان إلى الحالة المدنية للمدرس، فتذكر ما إذا كان متزوجا، وعدد أطفاله الخ ... ولكننا أهملنا ذلك هنا.
(٢) تقرير ديستان، مرجع سابق، ١٩١٠، ١٩١٢.
(٣) نفس المصدر. تقرير ١٩١١. من المراكز أيضا الأغواط. انظر تقرير ١٩١٥، إذ جاء فيه أن المدرس في جامع الأغواط قد توفي دون ذكر اسمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>