للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعر خباشة قصيدته (صرخة في الصحراء) التي قالها سنة ١٩٥٧ وجاء فيها:

أفي صحرائنا اتخذوا الديارا ... إليكم، لن تطيب لكم قرارا

سماواتي عليكم ثائرات ... وتحرق بالصواعق من أغارا

وأرضي متكم تتشق غيظا ... فكم جيش لكم فيها توارى

[الشعر الرومانسي]

وبينما الثورة تسير وشعراؤها يتغنون بها ويتحمسون لها ويدعون إليها كان هناك شعراء فضلوا تناول موضوعات أخرى في شعرهم لا علاقة لها بالثورة ولا بالسياسة، لقد كانوا يتناولون الشعر الديني والشعر السجالي والشعر الوصفي أو المثالي (الرومانسي) وشعر الرثاء، بل والشعر التاريخي في شكل دراسات لقدماء الشعراء أو تاريخ الأدب.

فإذا رجعنا إلى مجلة هنا الجزائر مثلا (وهي من المصادر العربية الباقية التي غطت فترة الثورة بأسلوب آخر) نجد فيها قصائد دينية للأخضر السائحي تناول فيها الهجرة النبوية ودخول الأعوام الهجرية وشهر رمضان، وأحيانا أشعارا وصفية وإخوانية، كما نجد مساجلة غرامية كتبها محمد حقي السائح (وهي من الشعر الملحون الذي أكثرت منه مجلة هنا الجزائر وفي أغراضه المختلفة)، أما أحمد الأكحل فقد كتب مقالة عن الشاعر سيدي محمد بن علي، شاعر العاصمة الجزائرية ومفتيها في القرن الثامن عشر الميلادي، كما كتب الطاهر بوشوشي الذي كان يوقع شعره باسم (ابن جلا) دراسة لشعر أبي القاسم الشابي وتأثيره في جيل الشباب وخصائص شعر ٥ (١).


(١) عن ابن علي تنظر كتابنا مختارات من الشعر العربي، وعن السائحي وحقي والأكحل انظر مجلة هنا الجزائر، أوت ١٩٥٧، أما مقالة بوشوشي عن الشابي فانظرها في نفس المصدر، ديسمبر ١٩٥٧، أنظر لاحقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>