للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاعتزاز بها وكأنهم اكتشفوا فيها وطنهم، بل هم في الواقع اكتشفوا فيها أنفسهم، ومن هؤلاء عبد السلام حبيب وأبو القاسم خمار ومحمد الصالح باوية وصالح الخرفي وأبو القاسم سعد الله ...

[الشعر الثوري]

نقصد بالشعر الثوري كل الشعر الذي يمجد الثورة ويحيي مآثرها ويتحدث عن المجاهدين ومعاركهم ضد العدو، ويصف ما حل بالشعب من تشريد واضطهاد، كما يتحدث أصحابه عن إنجازات الثورة على المستويين الداخلي والخارجي، والواقع أن القصائد الثورية والأناشيد الوطنية قد حلت منذ الثورة، محل الشعر السياسي والإصلاحي والوطني بالمعنى القديم، وقد تحدثنا عن الشعر الثوري في شعرائه أنفسهم، أي في تراجم الشعراء الذين احتضنوا الثورة سواء كانوا من الجيل المخضرم أو من الجيل الجديد.

[محمد الشبوكي]

عاش الشبوكي الثورة بكل جوارحه فأوحت إليه بعدد من القصائد التي تفيض فخرا ووطنية، ومنها لبيك يا ثورة الشعب، كما احتفل بميلاد الحكومة المؤقتة بقصيدة أخرى سماها دولة الشعب، وله قصيدة في الشباب والمستقبل، وأناشيد أخرى غير التي ذكرناها (١).

وبعد الاستقلال تولى الشيخ الشبوكي رئاسة بلدية الشريعة، كما تولى وظائف أخرى في الدولة، ولم ينشر شعره في ديوان على حد علمنا، ويبدو أنه مقل في الشعر وزاهد في الشهرة، كما أنه ملتزم بالشعر الوطني (٢).

للشبوكي شعره رقيق ينحو منحى الرومانسية ويبعث على التأمل في الحياة


(١) أحمد دوغان، شخصيات ... ص ١٤١ - ١٤٨.
(٢) محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث، ص ٦٧٩، وقد أشار هذا المرجع أيضا إلى جريدة النصر بتاريخ ١٦ أكتوبر ١٩٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>