نتناول في هذا الفصل تحديد وأبعاد الهوية الثقافية، وحياة وإنتاج المثقفين والأدباء الجزائريين باللغة الفرنسية، ومواقف بعض المثقفين العلمانيين من الثورة، وصراع الأفكار عند بعض القادة المثقفين، واضطهاد وتعذيب واغتيال بعضهم، ثم موقف جريدة المجاهد من اللغة والدين والقومية. ومنذ البداية نقول بأن تناولنا هذا لن يكون شاملا لأن ذلك غير واقعي. ولكن سندرس الظاهرة ودور أصحابها في الوقوف بصف المدافعين عن تحرير وطنهم بلغة المستعمر نفسه، ومشاعرهم الخاصة في هذه الأثناء، وشعورهم بواجبهم وكيف عبروا عنه، ثم نتناول إنتاجهم نثرا وشعرا كلما أمكن ذلك، ومن هؤلاء، وإلى جانبهم زملاء لهم، كانوا غير أدباء بالمعني الدقيق للكلمة، ولكنهم كانوا ضمن قائمة المثقفين المنتمين أيضا إلى نفس الثقافة والمعبرين بنفس اللغة، فما دور هؤلاء في الثورة وهل استوت نظرتهم ونظرة إخوانهم الأدباء أو اختلفت كما اختلفوا عنهم في ميدان العمل؟
كلما ذكرت الثورة الجزائرية ذكرت معها الثقافة ومشروع المجتمع الذي جاءت به أو بشرت به، البعض يقول إنها ثورة قام بها مناضلون تكونوا في مدرسة حزب الشعب ليكونوا طلائع نضالية وليس لهم تكوين ثقافي ولا شهادات مؤهلة للقيادة الفكرية، وقد درس البعض سير جماعة الواحد والعشرين