للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغم تفاهة الشعر السياسي الذي قيل في الفرنسيين فإنه يمثل جزءا من هذا الإنتاج في المرحلة المدروسة. ومعظم هذا الشعر جاء في شكل التهنئة بمولود أو بحلول رأس السنة الميلادية، وقد كدنا نعد هذا من شعر الإخوانيات والمناسبات لولا أنه قيل في الفرنسيين تزلفا لهم أو نفاقا أو وفاء لصديق منهم. وقد أكثر من هذا الشعر محمد الشاذلي، ولا سيما مع الضابط بواسوني وبعض الشخصيات الفرنسية الأخرى التي كان على صلة بها وله مصلحة معها. وقيل إن مصطفى بن الكبابطي كتب أيضا أبياتا هنأ بها بميلاد ابن لملك فرنسا. ولم نطلع نحن على هذه الأبيات، ولكن حديث علي بن الحفاف عنها يدل على وجودها، بل ووجود عبارات نثرية (بليغة) مع الأبيات. وقد أغضبت هذه الأبيات ابن الحفاف وقدور بن رويلة وغيرهما من شيعة الأمير عبد القادر والمقاومة عندئذ. وكان الكبابطي وقتها مفتيا لدى الفرنسيين، أي قبل أن يعزلوه وينفوه سنة ١٨٤٣، ومن غضبه على الكبابطي عبر ابن الحفاف عن مولود الملك الفرنسي قوله: (المقصوف الذي ازداد، قطع الله نسله). ومن جهة أخرى كتب الكبابطي أبياتا أربعة في تهنئة ومدح الدوق دورليان، وهو أحد أبناء ملك فرنسا، وشبهه بالنيل، وأشاد بفضله. وقيل ان هذه الأبيات قد رسمت على رخامة ووضعت بداخل الجامع الكبير. ولم نطلع عليها أيضا (١).

وحظى نابليون الثالث بأشعار من بعض الجزائريين: بعض هذا الشعر قيل فيه وهو رئيس جمهورية، وبعضه عندما كان امبراطورا. ورغم ضعف هذا الشعر وكسره فإن جريدة المبشر كانت تبادر إلى نشره لأنه يخدم هدفا واضحا عندها وهو تعلق بعض الجزائريين بالحكام الفرنسيين أو التقرب منهم. والغريب أن يصدر هذا الشعر من أحد أفراد أسرة الأمير عبد القادر التي طالما حاربت الفرنسيين واعتبرتهم مغتصبين. والقصيدة التي نشير إليها هي التي


(١) جمال قنان (نصوص)، ص ١٢٠، عن مخطوط المكتبة الوطنية - الجزائر، رقم ٢٠٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>